رمزي الغزوي
صرخ أحد المرشحين على باب واحد من مراكز الاقتراع: وين جماعة (ابشر) و(لعيناك) و(فالك طيب). فقال له أحدهم: لا تعتب ولا على بالك (لايكات فيسبوك) لا تنزل في الصناديق.
في حديثهم عن قلة الاكتراث قالوا بتهكم ساخرين: العرس عند الجيران. لكن ثمة عبارة درجت أول أمس بشكل أكبر وهي: (العرس شكله عائلي)، خصوصا في عمان وقد سجلت كالعادة أقل نسبة مشاركة في هذه الانتخابات. ربما أن أهلها يشعرون بأنهم في فندق ولا يهمهم أمر مدينتهم ولا يحسون بأنهم جزء منها ومن روحها. وهذا عنوان عريض يجب أن يطرح بكل موضوعية على طاولة النقاش على مستوى الدولة.
البعض يقول إن العمانيين يعودون إلى مدنهم وقراهم التي خرجوا منها ويدلون بأصواتهم هناك. ولهذا أرى أن يتم (توطين) الصوت الانتخابي، بمعنى أن ينتخب المواطن في المدينة التي يعيش فيها.
على العموم فنسبة المشاركة المتدنية الخجولة في عموم المملكة تؤشر إلى أن إحساساً باللا جدوى واللا فائدة ينتاب أزيد من ثلثي الأردنيين، هذا الإحساس حولهم يوم الاقتراع إلى سائقي (كنبات) أو (فرشات) يقلبون الفضائيات بيد الملل والسأم.
أكره مصطلح «عرس ديمقراطي»، أرجو أن يسقط من قاموسنا فهو ممل ومبتذل. مع أن أحد الأصدقاء فسر شغفنا بهذا الاسم، لأنه وبعد الزفة و(الزنبليطة) يكون العريس للعروس، و(الجري) للمتعوس. وفي هذا رمزية عالية إلى أن رئاسة البلدية، كما النيابة، أو عضوية مجلس المحافظات صارت مشروعا شخصيا تخص صاحبها فقط.
أحدهم يقترح أن تكون الانتخابات البلدية والبرلمانية والنقابات والنوادي والمنتديات كلها في يوم واحد يسمونه «عرس الأعراس»، معللا هذا الاقتراح العجيب بجملة: خلينا نخلص.
إرجاع البصر كرة واحدة يجعلك ترى الانتخابات مرآة صادقة تعكس مجتمعنا، بكل تناقضاته، وازدواجيته، وبلاويه، وعيوبه، وانفصاماته، وأمراضه، وخباياه. فلماذا إذن نغضب وهذا حالنا من دار خالنا. هل نوصي على شعب (دلفري) من الصين أو الواق واق؟!.