احمد سعد العنانزه
توهّجت الأجواء في رَوْضَة وَمَدْرَسَة رَوَابِيَ كُفْرَنْجة النَّمُوْذَجِيَّة ، في افتتاح العام الدّراسي الأوّل لها ، فكانت بحق على مستوى كبير من إسمها ، شامخة كالرّوابي ، نموذجيّة بالتّنظيم والتّحضير والتّقديم ، متميّزة تماماً كما تتميّز كفرنجة دائماً بعراقتها وأصالتها ، حيث كان واضحاً للعيان ، من خلال الفقرات الشّاملة لكلّ الأنشطة المدرجة على أجندة إدارة المدرسة ، الثّقافيّة والدّينيّة والوطنيّة والرّياضيّة ، وأبدى الكادر التّدريسي والإداري ، إضافة للطّلاب جلّ مهاراتهم ، ورسموا لوحة جماليّة ولا أروع ، بحضور مديرة المدرسة المربّية الفاضلة : فريال بني سلمان ، فكان بحق مهرجان مصغّر بالوقت ، كبير جدّاً بالعناوين والمضمون ، استحقّ العلامة الكاملة في الإعجاب والتّقدير .
ومثلما تعوّدنا من الهيئة الإداريّة للمدرسة ، وهي تخطو بخطىً ثابتةً نحو الإنجاز ، من خلال السّباق مع الزّمن ، وبأشهر قليلية تمّ تجهيز المدرسة من الصّفر إلى ذرى الإبداع ، واصل مؤسّسيها اللّيل بالنّهار ، وتغلّبوا على كلّ المصاعب الّتي واجهتهم ، في رحلة المعاناة مع مختلف الدّوائر الحكوميّة ، الرّابضة في حصونها ، المتحفّزة لتطبيق آلاف المتطلّبات بكلّ برودة أعصاب ، والتّي طالما تمنّينا وارتجينا أن تفرض هيمنتها وهيبتها ، وتطبّق قوانينها ومتطلّباتها على المدارس الحكوميّة الغارقة في بحر النّسيان .
لقد أخذت مَدْرَسَة رَوَابِيَ كُفْرَنْجة النَّمُوْذَجِيّة على عاتقها بالمقام الأوّل تلمّس معاناة الأهالي ، من خلال إيجاد الحوافز للتّخفيف عمّن يّستحق منهم ، فبدأت بإعفاء الطّلبة من الرّسوم الحافظين للقرآن الكريم ، بالتّناسب مع ما يحفظ من أجزاء ، لتصل إلى الإعفاء الكامل لمن يحفظ القرآن الكريم ، وتبعتها بالخطوة الثّانية بإعفاء جزء من الرّسوم للأخ الثّاني ، وجزء أكبر للثّالث ، وأكبر للرّابع ، وإعفاء من الرّسوم بشكل كامل للأخ الخامس ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، حيث إرتأت الهيئة الإداريّة بتوزيع اللّباس مجاناً وعلى نفقة المدرسه كخطوة جريئة أخرى للتّخفيف عن كاهل أولياء الأمور .
واليوم ! وقد منّ الله بفضله وكرمه ، بكلّ التوفيق والنّجاح ، حيث توافد الطّلبة من كلّ أنحاء المدينة ، عين البستان ، العامريّة ، حي نمر ، الكساير ، وليس فقط ممّن يجاورون المدرسة ، قرّرت الهيئة الإداريه تسجيل 6 طلاّب من اليتامى : طالب واحد في الصّف الرّابع ، طالب واحد في الصّف الخامس ، أربعة طلاّب في الصّف السّادس ، لتدريسهم على نفقة المدرسة ، محتسبين الأجر والثّواب عند الله ، وهي خطوة متواصلة لخطى سابقة ، علّ الله أن يكتبهم من البّارّين بوالدهم رحمه الله ، أفنى عمره وحياته لأجلهم ، ومن أجل أن يرى مثل هذا اليوم ، فكانوا كما أراد وأحب وتمنّى ، نسأل الله أن تكون خطاهم الخيّرة في ميزان حسناته ، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه .