فارس الحباشنة
كتاب «آيات شيطانية» لسلمان رشدي الكاتب البريطاني من اصول هندية الذي تعرض لحادث اعتداء بالطعن قبل ايام في نيويورك نال وافرا من الشهرة بسبب فتوى الرئيس الايراني الخميني بهدر دم سلمان رشدي، وقد مر على الفتوى اربعين عاما، وقد جاءت اخيرا بأكلها.
وعلى نطاق اوسع تكررت تجربة شهرة اعمال فنية وادبية وسينمائية نتيجة فتاوى وغضب جماهيري وشعبي، وخصوصا ما يرتبط بالاديان والعقائد، وفي تجربة الرسوم المسيئة الدنماركية، ونتيجة الغضب الجماهيري الاسلامي تم اعادة نشر الرسوم في عدد من عواصم العالم، ولولا ذلك ما كان الناس قد سمعوا اول مرة في الرسوم وناشريها والمجلة.
و تكرر ذلك في فيديو مسيء للاسلام وسيدنا محمد، والفيديو محتواه الفني ركيك وضعيف، والمخرج والمنتج من ذوي السمعة السيئة، ومغمورين ومجهولين وغير معروفين، ومخرجه «سام باسيلي « كان يجاهر انه اسرائيلي / امريكي، ويكن عداء للاسلام والعرب، مصاب بعنصرية مقيتة ظهرت بالعمل السينمائي، كما لو انه ليس فليما سينمائيا.
نقاد وسياسيون واعلاميون ومشاهير امريكان واوروبيون لا يجاملون العالم العربي، ووصفوا الفيلم بالعقيم والبغيض والمقزز، والعنصري. الفيلم لا قيمة له تذكر ، في دور السينما حصيلة ايرداه كانت بخيسة، ولم يكن له اي تأثير يذكر.. ولكن حتى بدأت ثورة الغضب، واخذ منحنى مختلفا تصاعديا وتصادميا، وفي ليبيا غاضبون
قتلوا السفير الامريكي، وعلما لا علاقة للحكومة الامريكية في انتاج الفيلم، وليست طرفا في ازمة الفيلم ، وحوصرت السفارات الامريكية في البلاد العربية والاسلامية.
في قضية سلمان رشدي، قتل والاعتداء على كاتب بسبب كتاب لا يجوز، ومرفوض، وهذه بديهية انسانية وحضارية.. واي حضارة وثقافة او عقيدة يضيق صدرها بسبب كتب تعاني من السقم والعقم والفقر وعدم الثقة.
الحضارة الاسلامية قوية ومنفتحة، ومؤمنة بالتنوع والتعدد، وصدرها ارحب من كتاب لمؤلف استنسخ مقولات استشراقية « استعمارية وعنصرية « عن الاسلام وبدايات الدعوة المحمدية.
ماذا يعني لو ان سلمان رشدي قد مات ؟ الكراهية والعداء للاسلام والعرب هل ستزول في الخطاب الاعلامي والسياسي والهوليودي « السينمائي « الغربي ؟ من طعن سلمان رشدي قدم خدمة لاعداء الاسلام والعرب في دول الغرب.
و من فرحوا ودافعوا عن عملية الطعن لا يعرفون ان ذلك جزء من حرب متهالكة على حرية الرأي، والخاسر والمتضرر منها المدافعون امام الرأي العام العالمي عن القضية الفلسطينية والمناهضون للامبريالية الامريكية وفاضحو سياسات اسرائيل الاستيطانية والتنكيل بالشعب الفلسطيني.
وعلى يقين ان طعن سلمان رشدي او اي حادث قتل واعتداء باسم الدفاع عن الدين الاسلامي بسبب كتاب او منشور او رسوم اساءة قاسية لسمعة الاسلام والمسلمين، وتداعيات ذلك وخيمة فيما خاض العالم الغربي من حرب مقدسة بوهيمية ضد الارهاب، وما توالى من توظيف جيوسياسي لصراع الاديان، و تدمير لدول وحروب وصناعة لفوضى بذريعة محاربة الارهاب والتطرف الديني.