الدكتور محمد القرعان
يقال إنّ الصحافة الورقية تمرّ بأصعب ايامها ، وتقرب على النهاية ربما، ولكنها أيضا أكثر المراحل على الإطلاق تهب فرصة توظيف تقنيات وسرديات جديدة تمثل طوق النجاة لها، صحيح ان الصحافة المطبوعة تتعرض لازمات فرضت عليها واقعا جديدا واوصلتها لوضع لا تحسد عليه؛ لكن الوقت ما زال في صالحها اذا تحولت ولو جزئيا نحو صناعة المحتوى وصحافة الانترنت ؛ فالان الصحافة اكثر مرونة من اي وقت مضى ، فقط يكفي الصحفي الموبايل لنقل الحدث وباقل التكاليف، وهذه المزايا لم تكن تغطية الصحفية يوما . والذي مكن الصحفي من التجول بين الناس بحريّة والاقتراب منهم دون حواجز لان الامر لا يتعدى عدة صغيرة ومألوفة ، وبميزانية تقرب من الصفر، لكن هنا يحتاج الصحفي الى امتلاك إمكانية الإبداع دون حدود ، ولذا فان صحافة اليوم تنجز المهمة على أكمل وجه بواسطة كبسة (زر) واحدة وبوقت يسارع سرعى الضوء والقصة والخبر الصحفي تبلغ الملايين من البشر.
فإذا كانت الصحافة الورقية على وجه التحديد تملك جرأة التحول والتقنية والخوض في أحد أهم محددات المستقبل ، فانها تستطيع ان تنجح وتتجاوز ازمتها اذا ما ركبت موجة التحول في ظل مهارة التصوير، والتحرير والنشر، كل هذا بجهاز واحد ؛ فهي فرصة لم تعرفها الصحافة من قبل، واعتقد ان هذا سبب كاف لتتخلى الورقية عن النمطية التقليدية والتوجه نحو المعدات المحترفة ، كما تحتاج الورقية الى دورة جديدة تبث الامل في حياتها؛ باعادة النظر بكل الاحتياجات اللازمة الى التحول الى الرقمي، وهنا اعني الشقين الجانب البشري من تدريب وتاهيل وتمكين بالاضافة الى الاستعانة بالطاقات البشرية من فئة الشباب خصوصا الاقدر على التعامل مع هذه التقنية ، والشق الاخر توفير جميع المستلزمات والمعدات الاساسية لانجاح عملية التحول الى الالكتروني بكلفة بسيطة ، والوقت حقيقة ليس بصالح الورقية اذا ما سعت على بقائها وسط تراجع كبير في الاقبال عليها لاسباب كثيرة ليس هنا مجال للحديث عنها امام مواجهة حقيقة تغير حاجات السوق الإعلامية، والمؤسسات الصحفية ومن يجيد إنتاج محتوًى إلكتروني ؛ لهذا السبب حالت الصحافة الورقية الى وضع مستعص أمام مثالية الالكترونية ، ومؤسساتٍ اعلامية كبرى كثيرةً ترى هذا التقنية كافيةً بل ممتازةً لإنتاج محتوًى رقمي فيسبوك ، إنستغرام ، تويتر وغيرُها. هذه هي ساحاتُ العمل الجديدة ، و كلُّ يوم، تُحدِّثُ هذه المنصات مفاجات جديدة في الاداء تبر الناس وتجعلها مقصدهم في المتابعة وواجهتم في المشاهدة والمشاركة وصناعة المحتوى.