د.صلاح العبادي
د.صلاح العبادي
صادفت في السابع عشر من شهر حزيران الحالي الذكرى الأولى لوفاة الكاتب الصحفي والمحلل السياسي غازي السعدي.
ويعد السعدي من أبرز الكتاب المتخصصين في القضية الفلسطينية، ومالك دار الجليل للنشر والدراسات.
وعمل في صحيفة الرأي منذ سبعينيات القرن الماضي، وكان يحرص على كتابة المقالات والتحليلات السياسية حتى قبل وفاته بأيام.
أسس السعدي دار الجليل للنشر والدراسات والأبحاث الفلسطينية عام 1978، للتعامل مع الأحداث السياسية، المتصلة بالصراع العربي – الإسرائيلي.
وتمكن من رصد المتغيرات التي سادت الدول العربية وإسرائيل، ورسم صور تحليلية، لما جرى ويجري، واستشرفت آفاق المستقبل.
في أعقاب ابعاد السعدي إلى الأردن إثر مقاومته للاحتلال الإسرائيلي، لمس ان هناك فراغا في الدراسات المتخصصة بالشأن الإسرائيلي سواء في الأردن او في الوطن العربي، كما اكتشف حاجة ماسة لمعرف اللغة العبرية لدى أهل الصحافة و السياسة.
وأصدر من خلال دار النشر ما يزيد عن 250 عنوانا من الكتب المنتقاة المتعلقة بالصراع العربي-الإسرائيلي والقضية الفلسطينية قسم منها مترجم من اللغتين العبرية والإنجليزية، وإلقاء الضوء على سيرة شخصياتهم، وآرائهم وفكرهم لتنوير المهتمين بالأفكار والأهداف الصهيونية التي تحكم مسار الدولة العبرية وأطماعها.
ولد السعدي في عكا في الرابع عشر من تشرين الثاني من عام 1934 واعتقل من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي بتهمة مقاومة الاحتلال وحكم عليه بالسجن 12 سنة، قبل أن يبعد إلى الأردن بعد أن أمضى من حياته نحو ثماني سنوات في سجون الاحتلال الاسرائيلي. وقبل وفاة السعدي بأيام استذكر رحمه الله لكاتب هذه السطور موقف الحكومة الأردنية باستقباله، بعد أن ارادت سلطات الاحتلال الاسرائيلي ابعاده، وكيف ارسل رئيس الحكومة الأردنية في ذلك الوقت جواز السفر له إلى السجن؛ والترحيب به.
يقول السعدي رحمه الله بأن انشاء مركز دار الجليل للأبحاث والدراسات الفلسطينية، جاء لتوفير المزيد من قواعد البيانات والمعلومات والدراسات حول الفلسطينيين، خصوصاً الذي يقيمون على أرض فلسطين المحتلة، وكذلك تحليل الصراع العربي الاسرائيلي ومتابعة الشأن العربي. واعتاد من خلال مركز الجليل على رصد الصحافة العبرية وترجمة أهم ما تتضمنه من أخبار مهمة بشكل يومي لتوزيعها على المشتركين في الاردن والعالم العربي لشرح وضع المواطنين العرب في الداخل.
يذكر بأن السعدي كان عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني وعضوا مشاركا في وفد فلسطين في الشراكة الاوروبية المتوسطة كما شارك بمؤتمرات في 25 دولة اوروبية و10 دول شرق اوسطية منها 8 دول عربية واسرائيل وتركيا.
كان السعدي اردنيا وفلسطينيا وعربيا يأبى أن ينحاز لغير الحق، فقد كان ديدنه الإخلاص للأردن وقيادته كما هو اخلاصه لفلسطين، لأنه كان مقتنعا بأن لا تناقض بين الهويات العربية، بل التناقض الوحيد هو بين كل بني العرب وبين دولة الاحتلال.