الدكتور معن العواملة
لما كانت الدول تبنى بالامل والعمل، وضمن منظومة متكاملة ومنهجية تراكمية وفقا لجذور وثوابت ليست محل خلاف ولا اختلاف، ورسالة عقائدية وعقيدة واضحة لا دونية ولا اهداف مخفية، وهذا النموذج الذي أسسه الأردن منذ إشراقة شمسه، فلم يبنى على تأمر ولم يخلق لمكيده، ولم تجمع خيوطه من خيمة ظلام وظلمات، ولذلك حين سقطت أشباه الدول وهدمتها معاول الفرقة الداخلية ومجاريف المصالح الخارجية، ثبت الأردن صلبا لم تزيده الخطوب والملمات الا قوة ومنعة بفعل تركيبته وأسس تأسيسه ومعادلته الفريدة بين دول العالم، تلك المعادلة التي أطرافها قيم مطلقة لا كسور فيها، معادلة الشعب والقائد.
ولما كان الشعب الأردني فريد في طبعه أصيل في مبدئه، نقي السريرة صافي المقصد، شاءت حكمة الله وقدره بأن يمنحه قائدا من بيت النبي يحمل طهارة الأصل وبركة العقيدة، يمتلك صفات المُلك والزعامة، ويفيض عروبة، ينثر الامن والسلام أينما حطت قدماه، وينبت الخير على وقع خطاه، حمل الراية، الراية التي لا يحملها الا مُستحق، ولا يسير بها الا كفؤ، وسار بها عشرون عاماً أينما ترفرف فوق ربوع الوطن يُزهر الإنجاز ويُثمر العطاء، وينطقُ الحلم أن هذا عبدالله وهذا فعل يداه، فيا باغي الخير أقبل فهنا وطن يصنع المعجزات ويمسي المحال على ارضه حقيقه، لم يتخاذل قطاع من قطاعات الأردن عن اللحاق بركب الدولة الحديثة، حتى بات الأردن الحديث مقصدا وهدفا لمن ينقصهم ما لدينا من دول الجوار والعالم.
إن الشكر لله واجب والثناء عليه فرض وما كنا يوما جاحدين ولا شهداء زور بغير حق وإنما شهداء دين و واجب، يراق دمنا طاهر حول حياض الوطن وينال اشرفنا شرف الدفاع عن ارضه وفداءً لقيادته الحرة الهاشمية العربية، القيادة التي منحتنا وافي الإنجاز في الداخل وشرف التمثيل والاحترام في الخارج .
بسم الله نبدأ بهجتنا بعيد الجلوس الملكي العشرون، وبإسم الشرفاء نرفع أسمى آيات التهنئة والمباركة لمقام سيدي صاحب الجلالة والتاج، راعي المسيرة ومشعل المنارة، و جوهرة الأردن، وبإسم الله نبارك للوطن بقيادته وشعبه واجهزته الأمنية والعسكرية التي ما فُت يوما لها عضد وكانوا على الدوام محل الثقة والاعتزاز.
سيدي صاحب الحكمة كل عام وأنتم يا مولاي ترفلون بأثواب العزة والصحة، وتنعمون بالعافية، لكم يا مولاي نرفع الشكر والثناء على ما قدمتموه، فجزاكم الله خير الجزاء وسدد على طريق الحق والخير خطاكم، مُبارك أنت يا سيدي ومبارك لنا بك ومبارك للأردن عيد جلوسكم الميمون حفظكم الله وأقر عينكم بولي عهدكم الأمير الحسين بن عبدالله حفظه الله ورعاه.
وتستمر المسيرة..