فارس الحباشنة
ايران رفعت نسبة التخصيب لـ60 %، وجاء الاعلان الايراني عن نسبة التخصيب بعد الضربة الامنية التكتيكية الاسرائيلية التي تعرض لها «مفاعل نطنز النووي « قبل حوالي اسبوعين.
وعلى وصف الكاتب المصري الكبير الراحل محمد حسنين هيكل بان ايران ستمضي على سرعة» دبيب النمل « في مشروعها النووي. ايران الدولة الرابحة من كل صراعات وحروب وازمات الاقليم. لربما هذه الحقيقة السياسية يرفض كثيرون الاعتراف بها من خصومها الايدولوجيين والتاريخيين.
الدبلوماسية الايرانية في جل ازمات وصراعات وحروب الاقليم التي تشتبك بها طهران بشكل مباشر وغير مباشر تعددت اوصافها من خشنة الى ناعمة ومراوغة ومهادنة وعنيفة، ودبلوماسية مباشرة ودبلوماسية اذراع ووكلات.
و تركزت الدبلوماسية الايرانية باستثمار وتوظيف كل مفارقات وتقاطعات علاقتها الاقليمية والدولية الناعمة والخشنة والودية والصاخبة خدمة للمشروع النووي.»دبلوماسية النووي « هو الوصف الفاصل للسياسة الايرانية.
النووي الايراني « الملف العقدة « في علاقة طهران مع الغرب. وكما يبدو فان» الدول الكبرى « امريكا ودول اوروبا من تدعو الطرف الايراني الى العودة لطاولة المفاوضات في فينيا. وكما ان طهران اشترطت مسبقا بان تذهب الى طاولة المفاوضات بعد اعلانها عن معدلات التخصيب النووي وانتاج اليورانيوم،والتفاوض من نقطة الصفر على نسبة 60%.
واشنطن منزعجة من تصعيد « تل ابيب «ضد ايران، والعمليات العسكرية والامنية في طهران وبواخر وزوارق البحر الاحمر. ومنزعجة اكثر من جوء الصراع ومناخ الحرب التي تسخن اسرائيل المنطقة صوبها، وذلك في البحث عن الاعداء العقائدين التقليدين لايران، وصناعة محور سني عربي-اسرائيلي.
لربما ان الادارة الامريكية الجديدة، اقل ثقة في التهور الاسرائيلي، ومعينة مباشرة في فرلمة اي تصعيد اسرائيلي ضد ايران. وتبعا للنيات المسبقة فان بادين ينظر الى «ايران الجديدة» بعد العودة الى فينا ومفاوضات المشروع الايراني من زوايا جيوسياسية بعيدة وخارجة عن السياق الاقليمي الشرق اوسطي والخليجي.
لربما ان المشروع النووي الايراني قد حسم امره، وان كان مارثون جولات المفاوضات قد يطول، على اختلاف الادوات واوراق الضغط.. ولكن يبدو ان الرعاة الكبار لمفاوضات فينيا، وتحديدا واشنطن واوروبين لا يختلفون على مسالة امكانية امتلاك ايران للنووي، والمضي في مشروعها.
و لربما ان الخطوة التالية لمفاوضات فينيا انهاء ورفع العقوبات الاقتصادية عن طهران. وقدمت الدبلوماسية الايرانية على طاولة فينيا والرعاة الكبار.. اتفاقية التعاون الاقتصادي مع الصين والتي شملت اتفاقيا لمدة 25 عاما يتضمن تعاون اقتصادي في كافة المجالات ولمشاريع قيمتها 400 مليار دولار من استثمارات صينية في ايران في صناعة النفط وشبكة الطرق والسكك الحديدية والمطارات وقطاع التكنولوجيا.
ايران» الدولة المركز «، ونقطة تمركزها الجيوسياسية تفيض في جوارها الروسي والتركي والعربي والخليجي، واطلالتها من بعيد على جبال التبت الصينية والهند.
ما بين العودة الى « مفاوضات فينيا» وعقيدة بادين، وتطورات الملف النووي الايراني. فان واشنطن في خطوتها الحثيثة نحو احياء المفاوضات النووية تعتبر ايران مفتاح لسياسات الادارة الجديدة في منطقة الشرق الاوسط، وترمى لما هو ابعد في انتقال الصراع الاممي والدولي الجديد من حلبات الشرق الاوسط والخليج العربي الى الشرق الاسيوي، وما بين امريكا والصين وامريكا وروسيا.
فهل سيدفن بادين في عقيدته الجديدة ايران القديمة العدو اللدود لامريكا ؟ وما بقى من اطلال لصراع دافئ وبارد بين واشنطن وطهران، ويبرز على السطح ما وراء الاكمة والكواليس، وتنتهي دبلوماسية الشيطنة والمناكفات، وقد نرى سفيرا لواشنطن في طهران والعكس، وانتصار ختامي حتمي لسياسة البراغماتية الايرانية رغم كل الخلفيات والواجهات الايدولوجية؟