الشيخ فيصل الحمود الصباح
على مشارف العبور
تتجه قصة النجاح الاردنية التي سطرها الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه على مدى السنوات العشرين الماضية الى محطة اخرى من محطات تحويل التحديات التي يواجهها اردن الخير والنخوة الى فرص.
يتفق الاردنيون من مختلف منابتهم واصولهم، في المدن والقرى والمخيمات والبوادي على قاسم مشترك لا حياد عنه وهو التمسك بسلالة الهاشميين المباركة، التي لم تتوقف مساعيها عن بناء اردن عصري.
وفي تأكيدهم على الالتفاف حول سلالة رسول الله صلى الله عليها وسلم اصرار على المضي في مسيرة الاصلاح والعصرنة التي ارسى دعائما جلالته وصارت تعاليمها منارات تعلو على جدل التفاصيل.
تتجسد بذلك جدلية حكمة الهاشميين المشهود لها في اطراف المعمورة الاربعة ووعي النشامى الاردنيين ووفائهم الذي لا تخطئه عين وكان على الدوام ولم يزل مضربا للامثال.
انطلاقا من هذه الذهنية استطاع الاردنيون وملوكهم ـ منذ تأسيس الامارة والى ما يشاء الله ـ تقديم نموذج البناء ومواجهة الصعاب ليكون نهجا لكل باحث عن الارتقاء وتكريس تجارب مماثلة، وفروا ما يكفي من وضوح ابجديات بلوغ القمم، والارض الصلبة لتقديم يد العون لكل منكوب لاهث وراء الامن والامان.
ومن خلال لقاء الارادات الخيرة اكتسب الوطن الاردني مناعته التي تجلت في ابهى صورها خلال احداث ما سمى بـ “الربيع العربي” الذي روع الآمنين وجلب الكوارث لابناء جلدتنا.
سيوف مجربة وقلوب تتهادى لفعل كل ما فيه خير البلاد والعباد، اشتد عودها لتتجاوز المحن وتستعصي على الفتن، وبذلك تكمل ملامح بلاد الامن والامان، والنجمة التي تعيد الاعتبار للضوء في سماء معتمة .
سفينة ربانها عبدالله الثاني، شراعها الرسالة التي حملها الهاشميون جيلا بعد جيل، بحارتها الاردنيون، قادرة على تذليل العواصف، مواجهة الرياح العاتية والعبور الى الشاطئ الاخر، مهما ارتفع الموج وبلغت قوة العاصفة.
اسمى ايات التهاني والتبريكات نرفعها الى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في الذكرى العشرين لجلوس جلالته على العرش، متمنين من العلي القدير تسديد خطاه لما فيه خير العرب والمسلمين، وللشعب الاردني الشهم الكريم الرخاء ودوام الامن والامان.