اسعد العزوني
حبا الله الأردن بطبوغرافيا متنوعة ،فهناك السهول والصحراء المنبسطة،وهناك الجبال والأودية ،وهناك المناطق المنخفضة والواسعة ما بين الجبال التي تصلح أن تكون بعد تطويرها بحيرات صناعية،لحجز مياه الأمطار فيها وإستغلالها صيفا،بدلا من تخزينها في بحيرة طبريا عند الأعداء،ويتحكمون فينا ،ويرسلون لنا “حصتنا”من المياه من المنخفض الجنوبي لبحيرة طبريا ،حيث توجد التماسيح،بمعنى أنهم يرسلون لنا مياها ملوثة بروث وبول التماسيح،تطبيقا لما يقول تلمودهم”أرسل لجارك الأمراض.
يبدو أن هناك من إستمرأ القول أن الأردن من أفقر الدول في مجال المياه،وأنه يعاني من شح الأمطار،مع أن الدلائل العلمية تقول غير ذلك،إذ يقبع الأردن فوق أعظم نهر جوفي في العالم ،بحسب شهادة الخبراء وصور الأقمار الصناعية،وينبع هذا النهر من موسكو ويصب في البحر المتوسط،ومن ضمن الدول العربية التي يجري تحت أديمها الأردن وفلسطين.
لا يمكن أن نصدق أن بلدا يعاني من شح المياه ،ولا يسمح بحفر آبار إرتوازية لحل المشكلة،كما أنه لا يعقل أن تنعدم فيه ثقافة حفر الآبار لتجميع مياه الأمطار ،لإستغلالها في كافة المجالات،وكذلك هل يعقل لبلد يعاني من فقر مائي أن يتنعم المتنفذون بالمياه لمزارعهم ،بينما المزارعون العاديون يحرمون من ذلك،وما معنى القول أن الحكومة تفكر بمنع الموسم الزراعي الصيفي؟
نستطيع حل أزمة المياه في الأردن وبأقل كلفة،ولكن ذلك يتطلب حزما وحسما حكوميا في مجال تعيين الموظفين في وزارتي الزراعة والري ،وأن يتم إختيار الكفاءات من ذوي الخبرات ،الذين يتمتعون بقدرات عالية في مجال المبادرة والعمل الميداني،ويتطلب الأمر إجراء مسح جيولوجي شامل لطوبوغرافية الأردن ،لمعرفة ما يتضمنه باطن الأرض من خيرات وخاصة المياه.
كما ويتوجب على الحكومة أن تعزز فرض ثقافة حفر آبار تجميع المياه في البيوت والبراري ،وفي كل بناية في المدن،وأن يتم معاقبة المتنفذين الذين يتصرفون وكأن الأردن مزرعة لهم ولنسلهم فقط،وهناك سؤال مهم :أليست منطقتي الباقورة والغمر مصدران غنيان بالمياه؟فلماذا لم تظهر مشاريع حكومية على الأقل لإستغلالهما؟
يتوجب على الحكومة لحل مشكلة المياه من جانب آخر وهوالكلفة العالية على المواطن الغلبان ،أن تلغي فكرة الإستثمار في مجال المياه ،لأن المياه أمر سيادي لا يجوز للدولة ان تتخلى عنه،فمنذ أن إستولت “مياهنا”على الموضوع والشعب الأردني يعاني أشد المعاناة ،لكن الحكومات المتعاقبة لم تحرك ساكنا…..رسالة وطن.