فارس الحباشنة
كنا بانتظار تعيين سفير أردني في دمشق وذلك ضمن «سقف التوقعات السياسية المحتملة « في عودة واحياء العلاقة بين البلدين الشقيقين والجارين في هذه الفترة الحساسة ، وما يجري من متغييرات اقليمية ودولية .
ملف العلاقة الاردنية / السورية يبدو انه من الزامي ان يرفع على الطاولة ، وان ثمة معطيات سياسية اقليمية ودولية تفرض على ضرورة مراجعة العلاقة بين البلدين، والبحث عن رسم اطار لهذه العلاقة الحتمية .
معارضو ورافضو عودة العلاقة مع سورية يبدو ان حجتهم وذرائعم قد افلست سياسيا وان هذه العينة من «فريق سياسي» اعتقد واهم وعن جنون وتصريف لازمات محاور اقليمية بأن الاردن سوف يستغني عن دمشق ، وان البلدين من الممكن أن يعشيا في حالة قطيعة وتنافر سياسي ودبلوماسي .
في ملف عودة العلاقة بين البلدين من المفترض أن يبادر كلا الجانبين الاردني والسوري لترميم العلاقة ومن الملاحظ أن هناك نقصا فادحا في مبادرات المراجعة وتنشيط الدبلوماسية الشعبية والبديلة ، والقوى الناعمة ولا سيما ان هناك ازمات طارئة ووليدة اردنيا من ازمة المياه والزراعة وحركة التجارة والموانيء الجديدة ، ازمة اللاجئين السوريين ، وتفترض المرور حتما نحو دمشق .
قياس العلاقة بين عمان ودمشق على حسابات بداية الازمة السورية ، وما حصل في الاعوام التالية ، وما فرخت من مواقف وتداعيات ، وتعقيدات لربما ان اطارها العام اكبر من العلاقة بين البلدين لتشابك وتخالط اوراق الصراع السوري .
وما يسجل للاردن ازاء الازمة السورية يمكن تلخيصه في حقيقة دامغة ، وتمثلت بان السياسة الاردنية رغم ارتباك وضبابية المشهد السوري ، الا انها وقفت مضادة لاي لسياسات امريكية وعربية كانت تخطط لتدخل عسكري في سورية ، والتحم الموقف الاردني مع الارادة الشعبية الوطنية التي عبرت عنها قوى وطنية وقيادات اجتماعية وعشائرية وبيروقراطية ، وصناع راي عام .
تيار « اعداء سورية» انخفت صوته ، واختفى بحكم اندثار وفشل مشروعهم السياسي ، الاخوان المسلمين وليبراليو السفارة الامريكية ، وحملة المباخر لاي تدخل اجنبي امريكي وبريطاني تحديدا في البلاد العربية ، ورفع رايات الاحتلال الاجنبي الجديد باسم الديمقراطية وحقوق الانسان ، من بشروا وزغردوا وصهللوا لانهيار واحتلال وغزو العراق وتدميرها واسقاط بغداد « قلعة العروبة» .
من الجدية تحريك العلاقة بين عمان ودمشق وان تجري مناقشات اردنية تتصل في ملف العلاقة مع الجارة الشقيقة سورية ، وبما يمكن ان يحقق مستقبلا افضل في تحسين العلاقات السياسية والاقتصادية والامنية ، وخلاف ذلك .
وهل ثمة من حسابات سياسية اردنية تدرس الامر من زوايا تاريخية وراهنة لمكانة العلاقة الحقيقة لكل بلد عند الاخر ، وهل يمكن ان يستغني الاردن عن سورية ومن لديه جواب مغاير او مناقض فليطرحه على الطاولة او يبعث به على مسامع الاردنيين ، ولنقول قولا ثانيا .
اسئلة نطرحها من كل الزوايا لمراجعة العلاقة بين البلدين من كل جوانبها . للاردن مصلحة بعودة العلاقة مع سورية ، وللاردن مصلحة بالاسراع في تثبيت الوضع السياسي القائم في سورية ، وذلك ضمن نهاية الصراع ، والحسم العسكري والسياسي الذي فرضته دمشق وحلفائها بانتهاء مغامرة سورية والتدخل الاجنبي الاقليمي والدولي ، والأرهاب .