وفاء خصاونة
عندما يتحول العقل إلى قفل والوفاء إلى جفاء و عندما تبرد الروح المتدفقة وتهدأ رياح الربيع .. تخلف وراءها جسدا باردا بلا روح .. او روحا طريحة صفراء مثل أوراق الخريف .. عندها فقط تعلم أن الوفاء قد ضاع وأن صديق العمر قد هجرك وتنكر لك وأن المعروف خان أهله .سأروي لكم قصة أمينة التي كانت تعمل لدى احدى الاذاعات الاسلامية سنوات زادت عن احدى عشر سنة ونيف وتنكرت لها الاذاعة وطردتها ساترك لها الميكروفون لتروي قصتها
اسمي امينة كنت اعمل لدى احدى الاذاعات الاسلامية وكنت اواصل العمل ليل نهار باخلاص وتفاني دون كلل او ملل كل همي كان ارضاء هذه الاذاعة التي كان هدفها ربحي بحت وكنت احاول التجاوز عن هذا حتى لا افقد وظيفتي التي كانت كل شيء بالنسبة لي ولم يكن في الحسبان انها ستغدر بي في يوم من الايام وتطردني من عملي.لقد كنت الأم الرؤؤم لجميع ابنائي ولكنهم نسوا او تناسوا ما قدمته لهم هذه الام التي سهرت الليالي ترعاهم وما ان وصلوا لاهدافهم تنكروا للمعروف وعضوا اليد التي امتدت لهم خلال اثني عشر سنة.ماذا تسمون هذا التصرف عقوق ام نكران للجميل؟كنت اواصل الليل بالنهار في خدمة هذه الاذاعة من وراء الكواليس دون ان اتقاضى اجرا ان أجري الا على رب العالمين
هل اصبحت الأم الحانية في زمننا هذا عدو يعصى أمرها؟ كانوا بمثابة ابناء لي وعندما حققوا احلامهم ووصلوا الى أعلى درجات السلم تخلوا عني وطردوني من اذاعتهم وحجبوني عالفيس بوك وكان جرمي الوحيد اني احببتهم ورغبت في البقاء جانبهم .لقد طردني مدير الاذاعة والمسؤولين ولا اعرف السبب صدقوني كنت احب هذه الاذاعة لدرجة العبادة انام وأصحو على صوت هذه الاذاعة حتى لقمتي كانت مغمسة بترتيل القرآن والاناشيد العذبة والبرامج الاذاعية المتنوعة. كتبت لهم مواد اذاعية وكانت مكافأتي الطرد والحجب.من سيطفئ النار المشتعلة في قلبي؟ من سيداوي جراحي وآلامي.قلبي يعتصر ألما وانا ارى ابنائي فلذات كبدي الذين سهرت عليهم الليالي الطوال يتنكروا لي المعروف ويرموني للذئاب .جرحي ينزف ولن يلتئم حتى يردوا لي اعتباري، لا اريد مالا فليس غايتي المال فكرامة الانسان تضاهي كنوز الدنيا .من سيرد لي اعتباري؟ لقد قابلوا المعروف بالاساءة لماذا كل هذا هل نحن في آخر الزمان؟اضع قصتي بين ايديكم لعل وعسى ان تردوا لي اعتباري وتداووا لي جراحي