كامل نصيرات
كانت العرب قديمًا تُقيم الولائم والموائد إذا وُلد لديها شاعر..! فالشعر سيبقى هو الوجدان الأوّل لهذه الأمّة التي احترفت الكلام.. وحينما أنظر إلى الشعراء في الأردن – وأنا حرٌّ في نظري – لا أجدّ إلاّ قلّة قليلةً يستحقّون لقب (شاعر مطبوع) وعلي الفاعوري أحدهم بلا منازع وبلا وقوفٍ عند جدال.. ويستحق هذا الفاعوري أن تُنحر من أجله الإبل على امتداد شوارع الأردن وأن يُستَطعم باسمه كل فاغرٍ فاه..!
علي الفاعوري شاعر لا يسكتُ على حرف حتّى يوّلد منه الموسيقى والمعنى بسليقةٍ يشتغل عليها فترى شعره يتراكض بين الآذان والأذهان صانعًا خمرًا كلاميًّا يسلب عقول سامعيه ممّن يجيدون الاستماع..!
لا يراجعني أحد بـِ ولـِ انحيازي إليه؛ لأنّ من يُنظِّف لي فساد الذوق ومن يتنطّع لينشر عطر أشعاره في جوّ مليءٍ بالتلوث السمعي وتراه كلّ يوم يحمل أشعاره بيده وينتقل من مكان لمكان كي يقول للمراقبين للمشهد كما قال فولتير ذات يوم: ذوقك أستاذك..!
يأتي علي الفاعوري اليوم بكلّ هذا الحماس والشعر الذي يصل للكبير و الصغير ليثبت أن الشعر ما زال بألف خير رغمًا عن ( المليون شاعر) الذين يحتلون منصّات الأدب العربي في زحامٍ كريهٍ وشعرٍ لا يصل لأولى درجات الشعر؛ غير أن أشباه علي الفاعوري موجودون في كلّ مكان والعالمون بهم أيضًا ما زالوا على قيد الصبر والمقاومة..!
رحم الله « حبيب الزيودي» وأطال الله عمر « حيدر محمود».. علي الفاعوري يمشي ذات الطريق الآن وبخطىً واثقة ومليئة بالأحلام؛ وأحمد الله إذ دخلنا مئوية الدولة الثانية بشاعر مثل الفاعوري فهو قد حجز مكانه فيها شاء الذي يراقب أم أبى الذي يضع العصيّ في الدولاليب..!
على الدولة الآن أن تلتفتَ لشاعرٍ مثل علي اختصر شعراء بواحدٍ واستطاع أن يصنع منهم نسيج وحده . ولو كان بيننا « أبو سلام الجمحي» لقال لكم اليوم: أي شاعر فيك يا أردن..؟! فاظفروا بعلي الفاعوري لتظفروا منه بشعر لم تقله العرب بعد.