
كمال زكارنة
تهدد حكومة الاحتلال يوميا، بأنها سوف تعود الى استئناف الحرب على قطاع غزة، حتى تحقق اهداف العدوان الذي فشل في تحقيقها طيلة خمسة عشر شهرا من القتال الضاري،مارس خلالها جيش الاحتلال ابشع انواع الابادة الجماعية ،واكثرها اجراما وبطشا.
الاهداف بالنسبة لهم ،القضاء على المقاومة بشكل كامل، وتهجير سكان القطاع جميعا ،بعد استعادة اسراهم الاحياء وجثث الذين قتلهم جيشهم،وتفريغ ارض القطاع من السكان تماما واحتلالها ،كما تقضي خطة ترمب ،التي تعني باختصار التطهير العرقي واحتلال المحتل واغتصابه وتملكه،وهي خطة غير قابلة للنقاش ولا للقبول ولا للتطبيق .
تكرمت الادارة الامريكية على الدول العربية التي رفضت الخطة الترامبية،بمنحها فرصة لتقديم خطة بديلة ،وعكفت مصر على اعداد الخطة التي يمكن ان تشكل بديلا لخطة التطهير العرقي والتهجير ،وكما رشح عن الخطة المصرية ،فانها تقوم على تقسيم القطاع الى ثلاثة اقسام، الشمال والوسط والجنوب،وكل قسم الى عشرين جزء،وتبدأ عملية اعادة الاعمار من الجنوب باتجاه الوسط ثم الشمال،وان يبقى سكان القطاع في اماكنهم ،بحيث يتم تسكين المواطنين في كل جزء يتم الانتهاء من اعادة اعماره حتى النهاية ،وقدرت الخطة كلفة اعادة الاعمار بحوالي 55 مليار دولار ،وانها تستغرق ما بين ثلاث الى خمس سنوات لتنفيذها ،وسيتم عقد مؤتمر دولي لجمع كلفة الاعمار للبماشرة بها .
وتفيد بعض المعلومات، بأن مصر وضعت اكثر من خطة بديلة لمنع تهجير سكان قطاع غزة الى اي مكان آخر.
مقترحات وطروحات وافكار عديدة، يتم بحثها ودراستها ،مثل التوسع في اطلاق عملية تفاوضية تبحث انهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ،وعدم الاكتفاء بانهاء الحرب على غزة فقط،حتى لا تعود المنطقة الى تفجيرات اخرى في المستقبل .
الاقتصار على بحث حرب الاحتلال على غزة ،يزيد من تصلب حكومة الاحتلال والتشدد في مطالبها ،التي تهدف الى نزع سلاح المقاومة على اقل تقدير ،وتدمير البنية التحتية العسكرية فوق وتحت الارض، التي عجزت عن الوصول اليها خلال العدوان ،وتشكيل ادارة موالية للاحتلال لتحكم غزة ،سواء كانت تلك الادارة فلسطينية او عربية او دولية او مشتركة،ونزع اي شرعية فلسطينية قانونية مستقلة عنها،كل ذلك مقابل عدم التهجير.
ان يتصدر طلب نزع سلاح المقاومة في غزة الخطاب السياسي الاسرائيلي خلال الايام الاخيرة، يعني بالضرورة التراجع عن هدف القضاء على المقاومة قضاء مبرما ،كما كانوا يهددون ويتوعدون.
الواضح والمؤكد حتى الان،ان حكومة الاحتلال لا تدري ماذا ستفعل في اليوم التالي للحرب ،ولا توجد لديها اية خطة مقبولة لذلك،لانها ترفض كل الحلول السياسية ،ولا تملك الا الخطط الامنية والعسكرية ، والعودة للحرب والقتل والتدمير والتهجير،وهي اكثر الخطط سهولة وسرعة،وتعني عجز الاحتلال وضعفه،وعدم قدرته على تحقيق اهدافه،ورفضه لكل اسباب الامن والاستقرار في المنطقة،واصراره على الحلول الامنية لصالحه فقط،واستثاء الحلول السياسية.
ومن غير المقبول ان تقدم الدول العربية، اي مقترح قد يخدم اهداف الاحتلال الذي ارتكب كل هذه الجرائم والابادة،على حساب الشعب الفلسطيني ،الذي يجب ان تتوفر له الحماية العربية قبل الدولية.