مصطفى الشبول
عيد الزواج
يروي لنا احد الشباب قصة طريفة حدثت معه قبل سنوات، حيث يقول الشاب: طَلَب مني احد الأصدقاء (والبالغ الخمسين من عمره) أن أرافقه إلى إحدى السفارات في العاصمة من أجل تقديم طلب هجرة عمل… ، وبعد أن دخلنا إلى السفارة وأخرج الرجل كافة الأوراق والوثائق المطلوبة قامت موظفة السفارة بتدقيق الأوراق وإعطائه استمارة لتعبئتها ، وفعلاً جلس الرجل وبدأ بقراءة الأسئلة والإجابة عليها ، وبعد لحظات صفن الرجل وبدأ ينظر إلى السقف ويبتسم وكأنه واجه سؤال صعب ، فعرضت عليه المساعدة ، فضحك وقال لي: مطلوب تعبئة تاريخ الزواج وأنا ناسي متى هو …فقلت له: اتصل على زوجتك واسألها…فقال:بدك تدمرني وتفضحني مع زوجتي ، لأنه مصيبة إذا بتعرف إني ناسي تاريخ زواجنا ونحن كل سنة نحتفل به …وبعد تفكير طويل وتعبئة كافة الأسئلة إلا هذا السؤال ( وكان مطلوب تعبئته) توصل الرجل إلى حل يتخلص من حالة الإحراج مع زوجته، فقام بالاتصال عليها وطلب منها بأن تصور له عقد الزواج وتبعث الصورة على الواتس لأنه مطلوب ، وفعلاً بعد دقائق وصلت صورة العقد ونجح الرجل بالخلاص من هذه المشكلة ومن زعل زوجته ومن طوشه طويلة عريضة…
نقول بأن هذه المناسبات والاحتفال بها بشكل بسيط ومتواضع لفته جميلة ورائعة وفرصة لفتح صفحات بيضاء لتجديد العلاقات وزيادة المحبة بين الأزواج ، لكن لا يكون مبالغ بها بشكل كبير وكثير …فمن النساء من تحتفل بيوم الزواج وأربعينية الزواج ، وبأول لقاء بينهم ، وأول نظرة ، وأول جلسة بينهم بوجود خالتها ،وأول طلعة على المطعم بعد الخطوبة …..الخ ،وكل مناسبة من هؤلاء تتطلب الهدايا و القاتو والشموع والزينة عدا عن دعوة الأصحاب والأقارب والتصوير والنشر على الصفحات…
أما الأمر الآخر والمهم هو التماس الأعذار للأزواج إذا نسوا تاريخ زواجهم فربما مشاغل الدنيا ومصاعبها في تأمين لقمة العيش طغى على كل تفكيرهم ومخيلتهم وخاصة من يعمل بالمهن الشاقة ويخرج من بيته قبل طلوع الشمس ويرجع بعد غيابها ، فلا تلوموا هؤلاء إذا لم يعرفوا أسماء أولادهم ولا بأي صف يدرسون، وصَدقّوهم إذا قالوا بأنهم لا يعرفون ماذا أفطروا بالصباح …
ونقول للرجال ومن باب الحيطة أنسخ صورة عن عقد الزواج وخليها بجيبك فربما تحتاجها إذا راجعت إحدى السفارات.