عيون مختلفة في السابق وفي أيام المعارك و الغزوات كان قائد الجيش الإسلامي أثناء المعركة يبعث عيون (أشخاص) لمعرفة أعداد الجيوش المقابِلِة وما هي استعداداتهم للمعركة ، وكانت هذه العيون تعرف عدد الجيش المعادي من خلال عدد الإبل التي كانوا يذبحوها لإعداد الطعام … وكذا كان بعض الخلفاء العادلين يبعث بعيون مخفية بين الناس وفي الأسواق لمعرفة حوائجهم من أجل قضائها، والاطلاع على مشاكلهم لحلها ، وماذا يقولوا عن الخليفة وما به من عيوب حتى يصحح تلك العيوب وهم لا يشعرون ، وهؤلاء الأشخاص (العيون) كانوا ينقلوا الخبر الصحيح والدقيق بكل أمانة وإخلاص…. ولا ننسى تلك العيون الشريفة التي تسهر من أجل حماية الوطن وراحة المواطن من المخربين وتجار المخدرات … أما العيون المغايرة لسابقيها والتي تختلف عنها اختلافاً كُلّياً لمهامها الغير شريفه ولوظيفتها الدنيئة ، فقد أصبح البعض ممن تولى إدارة مؤسسة أو شركة أو أي دائرة (ولا يجد الثقة التامة بنفسه ، وصاحب شخصية مهزوزة) يكون أول خطوه وإجراء له هو زرع عيون داخل تلك الدائرة وبين المكاتب والموظفين لنقل كافة الأخبار الصغيرة والكبيرة ، ودائماً ما يقع الاختيار على من يدخل كافة المكاتب وكذا بعض الموظفين المقربين من المدير ( المحسوبين عليه ومن جماعته) أو مريضي الأنفس ، وليت الهدف من زرع تلك العيون معرفة الحوائج والمشاكل من أجل حلها ، أو معرفة ما يقال عن المدير من عيوب وانتقاد حتى يُعدّل ويصحح ما هو مائل ، لكن الهدف (برأي ونظر المدير والمسؤول) هو معرفة العدو من الصديق ومن هو بجانبه وبصَفّه ممن هو ضده، فإذا انتقده أحد يكون (برأي المسؤول) ضد مسيرة العمل ويضع العقبات في الطريق ، ويكون التعامل حسب تقارير العيون فمن ينتقد المدير يُحرم من المكافئات والحوافز ويبقى تحت المجهر وكل شيء عليه بالحسرة حتى إجازته المستحقة (يعني أي حركة تعد زعرنه، على رأي أبو عامر) ، وهذه العيون متنوعة ، فمنها ما يعمل دون مقابل أي عيون متبرعة لنقل الأخبار ويا ليتها توصل الأخبار كما قيلت بل تبهّر وتفلّفل ، ومنها عيون تعمل للحصول على رضا المدير والتقرب منه والحصول على حوافز ومكافئات وإرساله دورات و ورشات عمل ودائماً له اسم ضمن كشوفات العمل الإضافي. فشتان ما بين تلك العيون وسابقيها ، ونقول لتلك العيون الدنيئة المريضة ما قاله عنترة بن شداد (فلا ترضى بمنقَصةٍ وذل،وتقنع بالقليل من الحطام … فعيشك تحت ظل العز يوماً ، ولا تحت المذلة ألف عام) … ورحم الله عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال : ( توشك القرى أن تخرب وهي عامرة ، قيل وكيف تخرب وهي عامرة ، قال: إذا علا فجارها أبرارها، وساد القبيلة منافقوها )…