أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
كان في السابق فرعون واحد في مصر وقال لشعب مصر: ياقومِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (الزخرف: 51))، ثم انتقل لمرحلة متقدمة فإدَّعَى الألوهية وقال:أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ (النازعات: 24)). ثم أضفى على نفسه صفة الوحدانية وقال: مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي حتى انتهى به المطاف بطلب عبادته. فكيف فعل الله به بعد ذلك كله (وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنۡ أَسۡرِ بِعِبَادِيٓ إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ، فَأَرۡسَلَ فِرۡعَوۡنُ فِي ٱلۡمَدَآئِنِ حَٰشِرِينَ، إِنَّ هَٰٓؤُلَآءِ لَشِرۡذِمَةٞ قَلِيلُونَ، وَإِنَّهُمۡ لَنَا لَغَآئِظُونَ، وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَٰذِرُونَ، فَأَخۡرَجۡنَٰهُم مِّن جَنَّٰتٖ وَعُيُونٖ، وَكُنُوزٖ وَمَقَامٖ كَرِيمٖ، كَذَٰلِكَۖ وَأَوۡرَثۡنَٰهَا بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ، فَأَتۡبَعُوهُم مُّشۡرِقِينَ، فَلَمَّا تَرَٰٓءَا ٱلۡجَمۡعَانِ قَالَ أَصۡحَٰبُ مُوسَىٰٓ إِنَّا لَمُدۡرَكُونَ، قَالَ كَلَّآۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهۡدِينِ (الشعراء: 52-62)). فهدى الله موسى ليضرب بعصاه البحر حتى ينجو وينجي بني إسرائيل من فرعون وجنوده من الهلاك (فَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنِ ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡبَحۡرَۖ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرۡقٖ كَٱلطَّوۡدِ ٱلۡعَظِيمِ، وَأَزۡلَفۡنَا ثَمَّ ٱلۡأٓخَرِينَ، وَأَنجَيۡنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُۥٓ أَجۡمَعِينَ، ثُمَّ أَغۡرَقۡنَا ٱلۡأٓخَرِينَ، إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗۖ وَمَا كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّؤۡمِنِينَ (الشعراء: 63-67)). (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ، فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ، وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُواْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (يونس: 90-93)). ولكن سبحان الله جاءهم من يسوؤا وجوههم في الوقت الحاضر قوات المقاومة الإسلاميه في غ ز ة والضفة الغربية وجنوب لبنان ويضرب قائد ح م ا س ا ل س ن و ا ر بعصاه مسيراتهم ليكون بعصاته مثلاً يضرب ويكون بذلك هلاكهم (فكانت عصا موسى لنجاتهم وعصا ا ل س ن و ا ر لهلاكهم.