احمد سعد العنانزه
فضفضات بائسه على شفير القبر “1”
كان اللّيل على وشك أن ينتصف ، وقد بلغت من العمر ما بلغت ، أشعر بدنوّ الأجل المحتوم ، وأنا استرق النّظر من عيون أبنائي وأحفادي وقد توضّحت لي نواياهم المتأمّلة رحيلي ، حتّى وإن بان للغير غلاف الحزن أو الشّفقه ، لا أحد يعلم بأنّ ساعة الرّحيل تكشف النّوايا ، ولكن للأسف كان قد فات الأوان ولا أستطيع التّعبير أو التّصريح أو العتاب ، كون ما ينتظرني أكبر وأعظم من الدّنيا بأسرها ، لذلك أرى النّفاق والكذب والخداع ، والنّفس مشغولة بالإحتضار وما بعده ، أشعر بثقل الجبال أطبق على صدري ، ومجرى التّنفّس ضاق أو انعدم ، ولا زالت العيون منّي ترى من حولي ، يتظاهرون الحزن بأعينهم في الوقت الّذي كانت أذهانهم تسرح فيما بقي خلفي ليقتسموه ، والذّهن حاضر يستذكر بألمٍ وحسرةٍ على عمرٍ ضاع في اللّهث خلف الدّنيا ، أبحث عن أجوبة لأسئلة واقعةٍ بعد قليل عن أموالٍ وعقارات وأطيانٍ جمعتها وحرصت عليها ، وما بين شهيقٍ أخير ، وزفيرٍ مكلوم أرثي نفسي وأعاتبها بكلٍ العتاب وأصرخ بأنين : يا ليتني تصدّقت بما تركت ، بل يل ليتني لم أك أملك شيئا ….. يتبع
1 تعليق
غير معروف
في انتظار البقية