احمد سعد العنانزه
ذهب أستاذ الرّياضه محمّد عثمان إلى بلده الشّونة الشَّماليّة ، في العام الدّراسي 1979/1978م ، وترك لمدرسة كفرنجة الثّانويّة للبنين إرثاً رياضيّاً وافراً ، عندما صنع جيلاً لكرة اليد وكرة السّلّة متميّزاً ومن الطّراز الأوّل ، قارع فيها الفرق ، وسطى على كلّ الفرق في عجلون ، بالوقت الّذي زرع فيه الحماس في نفوس الجماهير ، فكانت أرجاء الملاعب تغص بالجماهير ، وهي تزحف بكبار السّن قبل الصّغار بعفويّة وتلقائيّة ، ومن غير دعوات أو إعلانات عن مواعيد المباريات ، كان النّداء لهم صيحات من سبق من الجمهور مع كلّ هدفٍ في مرمى الخصم .
خسرت المدرسة ذاك الأستاذ العظيم بأفعاله ، ولكن كفرنجه لم تخسره نهائيّاً ، فما أن
حطّ رحاله في الشّونة الشّماليّة حتّى سارع إلى تأسيس نادي رياضي ، واستعان ببعض اللاّعبين الّذين صنعهم بجهده وعرقه ومثابرته وتركهم خلفه في كفرنجه ، وبالفعل استطاع نادي اليرموك الرّياضي/ الشّونة الشّماليّة من مقارعة الكبار والوصول سريعاً إلى التّنافس على قمم بطولات الأندية في المملكه ، في الوقت الّذي صقلت فيه مهارات لاعبي كفرنجه ، واستفادوا أيّما إستفادة جراء مواصلة التّدريب ، والإحتكاك والتّنافس مع الأندية الكبيرة.
كانت خسارة كفرنجة كبيره جدّاً ، فبقيت تعتاش على الإرث الّذي تركه لها ، وأمست كمن يعتاش على شجر الزّيتون الرّومي الّذي ورثه عن الأباء من غير تعبٍ أو جد ، ولم يكن لديه المقدرة على زراعة أشتالٍ جديده ، إلاّ تلك المتفرّعة من جذورها أو جوانب سيقانها بفعل الطّبيعة لا أكثر ، استهلكت مع الزّمن شيئاً فشيئاً ، حتّى تأسّس نادي كفرنجه الرّياضي عاد 1983م بموقعه الأوّل في شارع العنانزه ، حينها كانت كرة القدم قد طفت على السّطح ، فركّز عليها النّادي من خلال الرّئيس الأوّل الأستاذ محمود الحمدان العنانزه ، ولكن للأسف كان لا بدّ من وجود مدرّب قادر على الإبداع كما حصل من الأستاذ محمد عثمان في لعبتي كرة السّلّة وكرة اليد .
وقبل الإنتقال إلى فضفضات متأخّره “3” ليس بوسعي إلاّ أن أوجّه التّحية الخالصة ، وكلّ معاني التّقدير والإحترام ، إلى الأستاذ القدير محمّد عثمان ، وأزجيه السّلام نيابة عن كلّ الغيارى والمحبّين لمثل هذا الشّخص الأمين في عمله ، المثابر والمسخّر لكلّ جهوده ، والّذي ضرب أروع الأمثلة في الجدّ والإجتهاد بالرّغم من قسوة الظّروف الّتي عاشوها ، بعيدين عن أهاليهم ، لكنّها لم تثنيهم عن ألإداء المميّز ، والقيام بواجباتهم بأقسى طاقاتهم ، فألف تحيّة وسلام .