أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
في ذكرى وفاة والدتي منذ عشرون عاما والتي افنت شبابها في تربيتنا بعد أن توفى الله والدي وانا لم أبلغ العشر سنوات. وددت ان اكتب هذه المقالة لتذكير نفسي والناس اجمع فيما قاله الله ورسوله في حق الوالدين. لقد جاء رجل إلى رسول الله ﷺ بعد احد صلوات الفجر وقال له: لقد توفى الله ابي (والدي)، فقال له الرسول ﷺ: أدعو له. ولكن عندما جاء رجل آخر بعد احد صلوات الفجر للرسول ﷺ وقال له: لقد توفى الله امي (والدتي)، فقال له الرسول ﷺ: لقد توفى الله الماحية. ويقصد الرسول ﷺ بذلك ان الأم عندما تدعو لأولادها يمحو الله ذنوبهم. ولا ننسى أيضا أنه عندما جاء رجل وسأل الرسول ﷺ حديث أبي هريرة وقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ -يعني: صحبتي، قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك، متفق عليه. صدق رسول الله ﷺ فالأم هي التي حملت الولد في رحمها تسعة أشهر وعانت ما عانته في مخاض الولادة، والرضاعة وسهر الليالي في العناية في ولدها وتربيته… إلخ. فأوصي كل إنسان ببر والديه قبل أن يفقد أحدهما او كلاهما وقال تعالى في كتابه العزيز (وَوَصَّيْنَا ٱلْإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍۢ وَفِصَٰلُهُ فِى عَامَيْنِ أَنِ ٱشْكُرْ لِى وَلِوَٰلِدَيْكَ إِلَىَّ ٱلْمَصِيرُ، (لقمان: 14)). كما قال تعالى ايضا (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيراً، رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُوراً (الإسراء:23ـ25)). اللهم إرحم والدتي ووالدي وأسكنهما فسيح جناتك وكذلك أموات الناس أجمعين