خلف وادي الخوالدة
•تتعرض الأرض الفلسطينية المحتلة لطمس هويتها وتصفية قضيتها لصالح المحتلّ الإسرائيلي. وعلى مستوى الداخل يصعّد المحتل من إجرامه لتغيير واقع الجغرافيا من خلال الاستيلاء على المزيد من الأراضي وتدمير المنازل وتشريد أهلها وإقامة المستوطنات حتى وصل الأمر إلى التعدي على الأماكن الدينية والمقدسات وتغيير أسماء المناطق والمواقع والمرافق بأسماء عبرية.
•ولتغيير الديموغرافيا تصعّد إسرائيل من جرائم القتل العشوائي والتعذيب والاعتقال والتشريد والتهجير التعسفي واستقطاب المزيد من المستوطنين ليحلّوا محلّ أهل الأرض الشرعيين. ونظراً لما تتعرض له معظم الدول العربية والإسلامية من صراعات دامية ونيران ملتهبة وتهديداًللدول الأخرى. أصبح الكل مشغولٌ بحاله والصوت الفلسطيني غير مسموع في المحافل الدولية. وبذلك لم يبقَ للقضية الفلسطينية إلا الله ومن ثم الأردن قيادةً وأرضاً وشعباً. وها هو جلالة الملك يواصل الدور الهاشمي بالدفاع عنها في كافة المحافل الدولية والأردنيستقبل قوافل المهجّرين والنازحين والمشرّدين ليتقاسم الشعب الأردني مع إخوته لقمة العيش وضنك الحياة القاسية رغم شحّ الموارد والإمكانيات خاصةً مع تزايد أعداد المهجّرين والمشرّدين من الدول الشقيقة الأخرى.
•ولتعزيز صمود المرابطين على أرضهم في فلسطين وتوفير أدنى متطلبات الحياة المعيشية لهم آن الأوان لصحوة ضمير أبناء القضية المتواجدين خارج فلسطين أصحاب القصور الفارهة والشركات العملاقة والأبراج العالية والأرصدة بالمليارات وغيرهم من الذين ينفقون الملايين لشراء أصوات الفقراء سعياً وراء ترف المناصب والمزيد من المكاسب. من واجب هؤلاء تجاه إخوتهم المرابطين أن يبادروا بتأسيس صندوق مالي لدعمهم وتعزيز صمودهم والمحافظة على هويتهم بالإضافة لما يقوم به الأردن من قوافل الخير المتواصلة وما يقدمه نشامى الخدمات الطبية من عونٍ طبي وعملٍ انساني مستمر. بدلاً من إقامة المهرجانات والندوات والضجيج الإعلامي والاحتجاجات وكيل اللوم والتهم للآخرين.
•وعلى مستوى وضع الهوية الفلسطينية خارج الأراضي المحتلة لا بد من المحافظة على صورة وهوية اللجوء والتشريد من خلال الإبقاء على الوضع الذي كان قائماً بدلاً من استبداله بالمباني الفخمة والصالات والقاعات الفارهة ليشاهد العالم الذي لا بد من صحوة ضميره على أرض الواقع إفرازات ونتائج جرائم الاحتلال وما يعانيه المهجرين والمشردين من أوضاع مأساويةعلّه يفرض على المحتل إعادة الحقوق المغتصبة لأصحابها. وحتى لا يتكرر ما حصل عندما لم يقبل أصحاب القضية بآراء الحكماء من أصحاب الفكر النيّر والرؤية الثاقبة عندما نادى جلالة الملك المؤسس عبدالله ابن الحسين طيب الله ثراه بمشروع/48 الذي قوبل باغتياله على عتبات أقدس موقع ضحى من أجل الدفاع عنه. وبعدها الحبيب بورقيبه الذي استقبل بالترحاب والورود والزهور وعندما شاهد القلاع والقصور والعدو المدعوم بلا قيود أو حدود بالمال والمعدات والأسلحة الفتاكة من كافة الدول التي أوجدته والتي تقف سداً منيعاً لحمايته وإفشال كافة القرارات الدولية ضده ولو مجرد الإدانة أو الشجب على ضوء هذا المشهد والمعادلة الصعبة وعلى طريقة خذ وطالب قال بورقيبه كلمته الحكيمة ” الذي بيته من زجاج لا يراجم الناس بالحجارة وأنصح بالحل السلمي العادل ” عندها ودّع بعكس ما استقبل به وحصل ما حصل عام/ 67 نتيجة ظروف وإملاءات كانت خارجة عن إرادة الأردن الذي ضحّى ولا زال يضحّي بالجهد والمال وقوافل الشهداء دفاعاً عن فلسطين وعروبتها ولا زال يعاني من تبعات احتلالها. وأصبحنا نلهث الآن وراء سراب الحلّ السلميّ بعيد المنال ولو بالقليل مما تبقى من فلسطين. كان الله في عون الأردن الذي يتحمل ما لم تتحمله جباله الشامخة.