د. حازم حتامله
فوضى التفكير…!!
بقلم: د. حازم حتامله
منذ زمن بعيد – بعيد جدا – ,
والمفَكرون والباحثون والفلاسفة والشُعراء ,
يرون أن التَفكير في فلسفة الكون والحياة ,
إنما هو أمر عقيم ,
لا يؤدي الى حل أو الوصول الى نتيجة ,
ذلك لأن الإنسان عاجز وناقص ومحدود ,
لايمكن ان يتخطى حدود المادة ,
ليصل الى حقائق مجهولة ,
تتجاوز قدراته مهما بلغ تفكيره ,
فالخيَام مثلا :
لا يدري لماذا أتى , والى اين سيذهب..!
وكذلك أبو ماضي حيث قال :
جئت لا أعلم من أين !
ولكني أتيت ,
ولقد أبصرت أمامي طريقا ,
فمشيت ,
كيف جئت ؟
كيف أبصرت طريقي ؟
لست أدري ؟
عزيزي القارئ :
هذا الإنسان الذي جاء الى الدنيا مكرها ,
وسيغادرها كذلك ,
ولا يعرف لمجيئه أو لذهابه موعدا ,
لا يمكن أن يعرف لغز حياته المحيِر هذا ,
لانه كلما توَهم من معرفة حقيقته ,
وأنه إقترب منه ,ابتعد أكثر ,
هذا اللغز,لا يعرف كنهه , ولا يدركه ,
إلا خالقه .
أمَا عن فوضى التَفكير عند الإنسان ,
فهي أكثر ماتتجلَى في خلافاتنا حول الأديان ,
حتَى ضمن الدِين الواحد ,
كالمذاهب والطَوائف المتعددة ,
الكل منا يمجِد مذهبه , ويدحض مبادئ غيره ,
كأننا في خضَم هذا التفكير ,
نزرع في أعماقنا بذور الشَك ,
فإذا لم نتخَطى هذه الخلافات الى فكرة ,
ألإله الواحد الأحد , الذي خلقنا ,
ونجمع على محبَته ,
فإن الكره والبغضاء ستمزِقنا جميعا ,
ونحن ننحدر ببطء الى الزَوال .
أما عن الخلود , فهذا خيال ,
لأن جميع العناصر الحيَة فانية لا محالة ,
وأن القدر المحتوم ,
هو الذي يمزِق رغبات الإنسان ,
المكبَل بهواجس اليأس والقنوط والعدمية ,
التي تقوده الى التَشاؤم المرير .