اسعد العزوني
كنا مرتاحين جدا لفشل الصهاينة في ترويج روايتهم المصطنعة بأحقيتهم في فلسطين رغم إسنادها لوعد إلهي ،وكانوا يعلمون جيدا أن روايتهم غير مقنعة لعدة أسباب منها أنهم مشهورون بالكذب والتزوير والتضليل ،ناهيك أن تغليفهم الصراع بالدين وزج القدس في لب الموضوع ،لم يقنع حتى اليهود الغربيين بالهجرة إلى فلسطين في البدايات ،وهذا ما أزعج مؤسس الصهيونية العلماني الملحد ثيودور هيرتزل و نائبه حاييم وايزمان،وقد أرسل هيرتزل ممثلا له إلى فلسطين عام 1936 ليزوده بتقرير عنها ،وبعد أن جابها من الجهات الأربع بعث له ببرقية مشفرة نصها”للعروس زوج”،أي أن للأرض أهل.
لكن الأمر تغير 180 درجة بالنسبة لنا ولأعدائنا الصهاينة ولأصدقائنا في الغرب، الذين صدموا حد الفجيعة من قيام أبناء مردخاي بن أبراهام بن موشيه بني القنينقاع المغتصبين لأرض الحجاز ،بدعم الرواية الصهيونية وتبنيها بكل بجاحة ووقاحة العملاء والجواسيس ،وأنا أبريء هنا إخوتنا في الحجاز من هذه الدعارة السياسية التي لا يتقنها سوى أبناء مردخاي.
ومع ذلك فإننا قادرون على تفنيد هذه الرواية الصفراء حتى لو تبناها أبناء مردخاي سلول ،ونقول لهم لو أن الفلسطينيين باعوا أراضيهم لليهود كما تدعون وتروجون ،إنتصارا لأبناء عمومتكم الصهاينة الخزريين الإرهابيين ،لما إضطروا للعيش في صحراء العرب وتحت رحمتهم ،وإنتظارا لمعونات وكالة الغوث التي كانت تقدم لهم ما تعافه النفس البشرية .
كان اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات الشتات العربية يعانون من الحرمان والظلم وشظف العيش في أي مكان يحلون به ،وكانوا مكسبا للجميع ،الذين كانوا يعتاشون على مساعداتهم ،ومع ذلك كانوا صابرين على الأذى الذي ما يزال يلحق بهم ،على أمل العودة التي وعدهم بها ما أطلق عليه زورا وبهتانا جيش الإنقاذ العربي الذي كان يضم جنودا سعوديين جاؤوا للإسهام في تسليم فلسطين للعصابات الصهيونية ،والغريب أنهم لم يأخذوا معهم لا جئا فلسطينيا واحدا ،كما لم يسمحوا للجيش اليمني المشارك في أخذ فلسطيني واحد إلى اليمن، كما فعلت الجيوش العربية الأخرى التي شاركت في جيش الإنقاذ ،حتى لا يكون اللاجئون الفلسطينيون قريبين من الحدود السعودية.
أما الرد الثاني على أبناء مردخاي بن أبراهام بن موشيه بني القنينقاع فهو أن اللاجئين الفلسطينيين على وجه الخصوص قدموا فلذات أكبادهم وقودا للثورة ،مع ان هؤلاء لم يروا فلسطين ولم يعيشوا فيها ،لأنهم ولدوا في الشتات ،ومع ذلك نفذوا الآلاف من العمليات الإستشهادية وفي قلب فلسطين ضد أهداف صهيونية ،ولا مجال لسرد الأسماء لأن القائمة تطول.
يعلم أبناء مردخاي بن أبراهام بن موشيه بني القنينقاع أنه لولا غدرهم بالثورة الفلسطينية ،لما بقي الكيان الصهيوني موجودا على الخارطة حتى يومنا هذا ،ولكن خديعتهم المدروسة للقيادة الفلسطينية بأن قرار إنشاء الدولة الفلسطينية في جيوبهم ،شطبت الكفاح المسلح ،وأجبر أبناء مردخاي سلول القيادة الفلسطينية أواخر العام 1988 وبعد صمود أسطوري لثلاثة أشهر في بيروت ،على وقف القتال والقبول بالخروج من لبنان ،إثر طلب من زعماء سنة بيروت للقيادة الفلسطينية ،ولا ننسى ان هؤلاء جرى تكليفهم من قبل أبناء مردخاي بعد أن رفض الرئيس الراحل عرفات بالرد على هاتف الملك فهد الذي لم يتوقف ،وكان يطلب فيه وقف القتال والقبول بالخروج ،تنفيذا لأجندة الصهاينة وأمريكا.
اما الرد الثالث على أبناء مردخاي بن أبراهام بن موشيه بني القنينقاع فهو أن غالبية الصهاينة في مستدمرة إسرائيل الخزرية الإرهابية يعلمون علم اليقين أن لا حق لهم في فلسطين وإنهم موجودون فيها بحكم الأمر الواقع.