أ.د. أحمد أحمد العمــــري
قبل تسعة وأربعين عاماً وفي الحادي والعشرين من آذار عام 1968، سطّر أبناء الجيش العربي أروع معاني البطولة في معركة الكرامة الخالدة ، وكان الانتصار حليفاً لجنودنا البواسل لإيمانهم الكبير بالنصر،اولا لعدالة قضيتهم، وثانيا ولوجود قيادة حكيمة قامت بإعدادهم معنوياً ومادياً، فمعركة الكرامة أعادت للأمة كرامتها ورفعت من معنويات الشعوب العربية بعد ما أصابها من احباط في اعقاب حرب عام 1967م .وكان لمجموعة من ابطال الجيش العربي شرف نيل الشهادة في سبيل الله دفاعا عن ثرى الاردن الغالي، وكان والدي الشهيد أحمد شحاده العمـــري أحد هؤلاء الشهداء الابرار الذين رووا وعطروا تراب الاردن بدمائهم الزكية ليبقى الاردن عزيزا كريما وحصناً منيعاً لامته العربية في ظل قيادته الهاشميــة المظفرة باذن الله .
قبل أربعة أعوام ، وفي الذكرى الخامسة والأربعين لمعركة الكرامة دار حديث بيني وبين أحد كبار ضباط الجيش العربي اللواء هاني باشا المناصير حول تكريم أبناء الشهداء في ذكرى الكرامة ، فقلت له تقومون بتكريم اسر الشهداء كل عام، ونحن نرغب صدقا أن نكرمكم هذا العام، فقال: والله لو كرمناكم كل يوم لما وفينا آباءكم حقهم، فما نحن فيه من خير وامان واستقرار إنما هو ما بنيناه على تضحيات آباءكم ، فالوطن لا يتقدم ولا يرقى الا بالتضحيات ، وكمواطن أردني متابع لما يمر به الوطن من تحديات خاصة على الصعيد الاقتصادي وقياساً على كلام ذلك القائد الاردني الاصيل فأنني ارى ان الوطن بحاجة لشهداء ولا اقصد هنا شهداء المعارك وحماية الحدود فهذا الدور يقوم به وبكل فخر واعتزاز ابناء المؤسسة العسكرية من الجيش العربي وكافة الاجهزة الأمنية، ولكن المطلوب تضحيات من نوع اخر من كافة ابناء الوطن بمختلف المواقع والمسؤوليات لضمان استمرار تقدم الوطن وازدهاره،وهي تعكس بالتالي حقيقة الانتماء والولاء لتراب الوطن وقيادته ، يجب ان نكون جادين في التخلص من الانانية وشخصنة الامور للصالح العام بموضوعية ومهنية عالية.
لقد شكلت معركة الكرامة نقطة تحول في تاريخ الامة بما حققته من انتصار، وعلينا ان نستعيد هذا الانتصار في معركة النمو والازدهار لبلدنا الحبيب، ففي ظل الظروف الاقتصادية التي نعيشها، لابد من اعادة التقييم والابتعاد عن جلد الذات لنواصل ما حققه الاباء من تضحيات لرفعة الاردن وازدهاره.
يجب ان نستنهض الهمم وتكون ارواح شهدائنا الابرار حاضرة بين ظهرانينا، فقد عشت ثماني سنوات خارج الوطن وشاهدت بعضا من الاردنيين يجلدون الوطن ويتنكرون له ولا يقومون بواحبهم الوطني في الدفاع عنه مجاملين بعض الحاسدين والحاقدين عليه ،علينا ان نقف صفا واحدا امام هذه التحديات حتى نتمكن من اداء دورنا الحضاري، فنحن نملك الكثير من الامكانات وخاصة البشرية القادرة على الابداع والنهوض بدور الاردن الحضاري على الصيعدين العربي والعالمي والتي يشهد لها القاصي والداني.
ان ثمار هذه التضحيات هي ضمانة لرفعة الوطن الغالي الذي ضحى من اجله اباؤنا،ليبقى حصناً قوياً ومنيعاً على كل من تسول له نفسه من عدو او حاقد، وختاما اقول اللهم احفظ هذا البلد آمناً مطمئناً في ظل الراية الهاشمية بقيادة عميد آل البيت جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسيــن .
أ.د. أحمد أحمد العمــــري
عميد كلية العلوم “سابقاً” / جامعة اليرموك
ابن الشهيد أحمد شحاده العمري أحد شهداء الكرامــة
1 تعليق
فهد سلطان رزق الرحيلي
أسال الله الكريم رب العرش العظيم أن يتغمد والدك وجميع شهداء وموتى المسلمين في واسع رحمته وأن يجمعنا بمن نحب في دار خير من دارنا ومكان لايوجد فيه حسد ولا هم ولا لغو ولاكذابا في جنات النعيم , وأسال الله العظيم أن يديم الأمن والأمان والإزدهار على بلادنا بلاد الحرمين الشريفين تحت راية أبي وسيدي الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود حفظه الله وسيدي ولي العهد محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ال سعود حفظه الله , وعلى إخواننا وأحبابنا في بلاد العز والمجد مملكة الأردن الشقيقة تحت راية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله وعلى جميع بلاد المسلمين , وتحياتي لك يإبن رجل الشجاعة وشهيد الكرامة أ.د. أحمد أحمد العمري.