أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
لقد قيض الله لكل إنسان قرين من الجن ذكرا كان أم أنثى كافرا يدعوه لأعمال الشر (قَالَ قَرِينُهُۥ رَبَّنَا مَآ أَطْغَيْتُهُۥ وَلَٰكِن كَانَ فِى ضَلَٰلٍ بَعِيدٍۢ (ق: 27)). وهذا القرين يختلف من جني لآخر في تأثيره على الإنسان وتحكمه في تصرفاته وفي دفعه لأعمال الشر بمختلف انواعها (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ، وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ، حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ، وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (الزخرف: 36-38). وكثيرا من الناس لا يعلمون حقيقة أن أسباب تصرفات وأفعال كثيرا من الناس الشريرة هم قرناءهم من ذكور أو إناث الجن الكفار، فنقول لهم حتى رسول عليه الصلاة والسلام كان له قرين جني كافر ودعى الله أن يعينه عليه ليسلم ويدعوه للخير فإستجاب له الله، روى مسلم وأحمد من حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما منكم من أحد إلا وقد وُكِّل به قَرِينُه من الجن وقرينُه من الملائكة، قالوا: وإيَّاك؟ قال: وإيَّايَ إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير. هذا يجعلني أتساءل عن قرين سيدنا موسى عليه السلام (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَٰذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ قَالَ هَٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (القصص: 15)).
ومما تقدم نلاحظ أن بعض الأشخاص ذكورا كانوا أم إناثا يتصفون بحدة الطبع او بتصرفاتهم العدائية نحو الآخرين أو انهم يكذبون أو أنهم بخلاء جدا أو، أو … الخ لدرجة أنهم يقدمون على اشنع جرائم القتل. وننسى أن السبب في ذلك هم قرناءهم من الجن الكفرة الذين يسيطرون على أنفسهم ويدفعونهم إلى تلك التصرفات. فعلى كل إنسان فينا أن يحاول قدر ما يستطيع منع نفسه عن التصرفات الشريرة أو غير المرغوب فيها من قبل المنطق والحكمة والعقلاتية وفي نفس الوقت أن ندعوا الله أن يعيننا على قرنائنا ليسلموا ويأمروننا بأعمال الخير كما أعان الله رسوله على قرينه كما اسلفنا. هذا بالنسبة للأشخاص العاديين فكيف اذا كانوا زعماء وقادة دول عظمى في العالم مثل الذين تسببوا في حروب كثيرة بين شعوبهم وشعوب آخرين أو تسببوا في الحرب العالمية الأولى والثانية سابقا. وبعضهم الآن أشعلوا نار الحرب بين روسيا وأوكرانيا ظاهريا وباطنيا بين روسيا وأمريكا والدول الأوروبية. ولا نعلم فيما اذا كان قرناء زعماء أمريكا سيدفعونعهم إلى إشعال نار حرب عالمية ثالثة لا تبقي ولا تذر بتفعيلهم وحدة النمر في أمريكا التي سوف تسكب الوقود على النار المشتعلة حاليا بين روسيا وأوكرانيا والتي اثارث حفيظة كل من روسيا والصين وغيرها من الدول التي تدور في فلك روسيا والصين. نسأل الله أن يقيض لقادة العالم قرناء مسلمين ليجنبوا العالم حرب عالمية ثالثة ماحقة للبشرية ومدمرة لكل ما وصلت له الدول العظمى من تقدم علمي وتكنولوجي رفيع.