اسعد العزوني
خيانة أبناء مردخاي بن أبراهام بن موشيه بنو القنين قاع المغتصبين لأرض الحجاز ومقدساتها،لا تحتاج لإئتلاف سحرة يهودي هندي مغرب،فهي موثقة ولا يمكن لأحد إنكارها،إذ من يجرؤ على القول بأن الختم الموجود على وثيقة عبد العزيز التي تنازل فيها عن فلسطين للمندوب السامي البريطاني السير بيرسي كوكس عام 1915 ليس له؟والذي يقول فيها بالنص:”أنا السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعودي لا مانع عندي من إعطاء فلسطين لليهود المساكين،حسب رغبة السير بيرسي كوكس وكما تراه بريطانيا مناسبا والتي لن أحيد عنها حتى تصبح القيامة”.
يقول مؤسس الحركة الصهيونية العلماني د.ثيودور هيرتزل في مذكراته عن رحلته في السعي من أجل الهيمنة على فلسطين،أن السلطان العثماني عبد الحميد الثاني طرده من مكتبه حينما توسل إليه بالسماح لليهود “المساكين “بالصلاة في القدس ،وقال موبخا :”لتعلم إن القدس يعني فلسطين ليست ملكا للسلطان عبد الحميد ،بل هي ملك للمسلمين”.
يواصل هيرتزل أنه عاد إلى لندن وأبلغ المخابرات البريطانية بما جرى معه في الآستانة ،فوعدوه خيرا ورتبوا له موعدا مع الملك السعودي عبد العزيز ،وإنه عندما دخل إليه تقمص دور اليهودي وأخذ يتبكبك وقال له يا مولاي نحن اليهود المساكين لا يحبنا أحد ونتمنى ان تسمحوا لنا بالصلاة في القدس ،فرد عليه عبد العزيز ردا صاعقا بقوله”يا وليدي أنتم لكم حق الإقامة في القدس وليس حق الصلاة فقط”؟؟؟!!!
يروي هيرتزل في مذكراته أنه صعق لدى سماعه الجواب ولم يصدق ما سمع ،وظن أنه نائم فحرك أصابعه في أضلاعه ليتأكد إن كان نائما أم لا ،فوجد نفسه مستيقظا،فقال مخاطبا عبد العزيز :”يا مولاي هلا أعدت ذلك على مسامعي مرة أخرى؟”،فكرر عبد العزيز:”يا وليدي أنتم لكم حق الإقامة في القدس وليس حق الصلاة فقط “،فطلب منه هيرتزل أنه يعطيه ذلك مكتوبا،فقال :”ونادى على حاجبة فأملى عليه وختم الكتاب بختمه وناولني إياه”..ومن هنا ضاعت فلسطين مقابل تمكين بريطانيا لعبد العزيز من حكم الجزيرة بعد طرد الهاشميين منها وإنهاء مملكتهم في الحجاز عام 1916.
نخلص من هذه الرواية الموثقة في كتاب مذكرات هيرتزل أن آل سعود أو أبناء مردخاي كانوا مرتبطين بالصهيونية حتى وهي فكرة على الورق يحار فيها مؤسسها العلماني هيرتزل،ولم يغفل التاريخ الدور الخياني لأبناء مردخاي،إذ تذكر الوثائق أن بريطانيا أوعزت لجروها الملك عبد العزيز بخديعة الشعب الفلسطيني عام 1936 ،وأن يخبرهم ان بريطانيا وعدته بحل المشكلة في حال أوقفوا الإضراب وأنهوا الثورة ، وقام عبد العزيز بن مردخاي بتكليف إبنه ووزير خارجيته فيصل ،و العميل الإنجليزي رئيس وزراء العراق آنذاك نوري السعيد وحملهما رسالة للقيادات الفلسطينية للتحايل عليها بهذا الخصوص بأن بريطانيا ستنشيء لهم دولة ،ووافقت زعامات فلسطين على التوسل السعودي ،ولكنهم لاحقا أدركوا حجم الخديعة ،فذهب وفد منهم لمقابلة عبد العزيز بن مردخاي ،وقالوا لهم انهم إستجابوا لتوسله ولكن شيئا إيجابيا لم يحدث على أرض الواقع ،فكان جوابه مهينا لنفسه أولا وقال لهم”هذا ما وعدتني به بريطانيا ولا أستطيع مراجعتها”،وهذا فصل خياني سعودي آخر وطعنة نجلاء في ظهر القضية الفلسطينية.
بعد إقامة مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية عام 1948 ،تدفق الدعم السعودي بكافة أشكاله،وكانت بواخر النفط تغير إتجاهها وأوراقها في عرض البحر وتتجه إلى فلسطين لإفراغ حمولتها النفطية في موائها دعما لإسرائيل،وحاول أبناء مردخاي توريط عبد الناصر بأن فرزوا السيد أحمد الشقيري الفلسطيني الذي كان سفيرهم في الأمم المتحدة،وطالب عبد الناصر بالإهتمام بالقضية الفلسطينية،إبان قمة القاهرة عام 1964 ،فعاد له الشقيري بخطة تأسيس منظمة التحرير،وعندما تململ عبد الناصر وقال له طلبت منك تقدير حال فجئتني بمنظمة لتحرير فلسطين ،لكن الشقيري المدعوم من السعودية هدد عبد الناصر أنه في حال رفض مشروع إنشاء منظمة التحرير فإنه سعقد مؤتمرا صحفيا خارج قاعة المؤتمر ويعلن فيه ان عبد الناصر يرفض تحرير فلسطين ،فأسقط في يد عبد الناصر ووافق مكرها.
بعد ذلك تخلت السعودية عن الشقيري الذي وعلى ما يبدو خرج عن طوعها،وتسلم ياسر عرفات قيادة منظمة التحرير بعد تأسيس حركة فتح ،وإتخذ أبناء مردخاي من عرفات مطية لهم وإستغلوا وضعه وبدأوا بإبتزازه من أجل البدء في مشوار التنازلات موهمين إياه بأن قرار إنشاء الدولة الفلسطينية الأمريكي في جيوبهم.
بعد أن قويت شوكة الثورة الفلسطينية في الأردن وإلتحم بها الشعب الأردني،تحرك الملك فيصل بن مردخاي وبعث برسالة إلى الراحل الملك حسين رحمه الله وهدده أنه في حال إستمر في عدم الإستجابة لطلب آل سعود بإخراج المقاومة الفلسطينية “غير الشريفة”من الأردن وعلى حسابهم ،فإنهم أي آل سعود سيشعلون ثورة في الأردن تقتلع نظام الهاشميين والفلسطينيين معا ،وكان ذلك في عام 1969،وهذه الرسالة منشورة في كتاب “عقود من الخيبات “لمؤلفه حمدان حمدان الصادر عن دار بيسان للنشر والتوزيع في بيروت عام 1995،وقبل ذلك بسنتين بعث فيصل برسالة أخرى إلى الرئيس الأمريكي جونسون يطلب فيها تصفية عبد الناصر “عدونا وعدوكم”،وهذا ما جرى في حرب عام 1967 حيث تعرضت مصر لهزيمة منكرة.
عندما إنتقلت الثورة الفلسطينية إلى لبنان شمر أبناء مردخاي عن سواعدهم وقاموا بالتشبيك مع الإنعزاليين اللبنانيين وزودوهم بالسلاح والمال والقنابل التي تحمل الشعار السعودي وألقيت على أهالي مخيم تل الزعتر 1976،بحجة أنهم شيوعيين ويجب التخلص منهم ،كما أن أبناء مردخاي دعموا حافظ الأسد في إحتلال لبنان عام 1976 تحت ما يسمى المبادرة السورية بعد ان أشعلوا حربا أهلية في لبنان.
منذ العام 1981 بدأ أبناء سعود وبعد ان ورطوا الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في حرب عبثية مع إيران إستمرت ثماني سنوات،بدأوا مشوارهم التآمري العلني على الشعب الفلسطيني ،وحاول الملك فهد طرح مشروع للسلام على قمة فاس لكنه جوبه بالرفض فعاد وعرضه في قمة فاس الثانية 1982 ،وتلاه أخوه الملك عبد الله صاحب ما يطلق عليه زورا المبادرة العربية للسلام التي تحفظ عليها الرئيس اللبناني المقاوم آنذاك إيميل لحود بحجة إنها تلغي حق العودة على الأقل.
في ربيع العام 1982 إستدعت الرياض الراحل ياسر عرفات على عجل ،فظن متوهما أن قرار إنشاء الدولة الفلسطينية قد وصل،ولكن أمله خاب عندما طلب منه الملك فهد الإنسحاب من منطقة فتح لاند الحدودية بطول 40 كم ،لأن شارون قرر إحتلالها ،وعندما توسل إليه عرفات أن يتوسط لدى الأمريكان ،أخبره أنهم طلبوا منه إبلاغ الرسالة وليس مناقشة الخطة.
إبان الصمود الفلسطيني والحركة الوطنية اللبنانية تحت الحصار عام 1982 ،كان رنين الهاتف السعودي لا ينقطع مع عرفات ويطلبون منه وقف النار والموافقة على الخروج من لبنان ،ولكن عرفات أبلغ جماعته أن يردوا بالقول أنه لا يمكن الإتصال به بسبب القصف والمواجهات،وذات ليلة كلف أبناء مردخاي زعامات السنة في بيروت بزيارة عرفات والطلب منه مغادرة بيروت ،وقالوا له ان بيروت مدينة لبنانية وليست مدينة فلسطينية وان عليه وقف النار والمغادرة ،وعندها بكى عرفات وطلب من مكتبه الإتصال بالملك فهد وأخبره انه جاهز للخروج وان عليه إبلاغ جماعته الأمريكان بذلك،وأكد له فهد ان قرار إنشاء الدولة جاهز،وهذا ما دعا عرفات ليقول للصحفيين وهو يغادر بيروت عندما سألوه عن وجهته فقال لهم أنه ذاهب إلى فلسطين.
عندما جرى أيقاف الحرب العراقية –الإيرانية بعد ثماني سنوات دموية ،طلب الرئيس صدام حسين 10 مليارات دولار من الكويت تعويضات ولكن أبناء سعود أرادوا تنفيذ الشق الثاني من المؤامرة على العراق بالنيل من الكويت عدوتهم التقليدية هي ودولة قطر ،علما أن الكويت وقطر إستضافتا عبد العزيز المهزوم وقدمتا له الدعم المطلوب لإعادته إلى الحجاز ونجد،فطلبوا من القيادة الكويتية عدم الإستجابة لطلب صدام حسين وقادوا مفاوضات عبثية بين الطرفين ،إنتهت بغزو الجيش العراقي للكويت ،وكان السعوديون قد جهزوا مسبقا أختاما في المنافذ الحدودية مكتوب عليها “لاجيء كويتي”،وأذلوا الكويتيين و أهانوهم إنتقاما منهم لثارات سابقة بسبب إنتصار الكويتيين عليهم في معركة الحصان وغيرها.
وفي عهد ولي العهد السعودي الغر محمد بن سلمان وبحجة الهلع والخوف من إيران كشف آل سعود العلاقة المخفية مع الصهاينة ،وتحالفوا معهم ضد الشعب الفلسطيني الذي يرفض التنازل عن أرضه وقبول صفقة القرن ،وها هي مخابرات آابناء مردخاي تورط الشباب والصبايا السعوديات في التطبيع مع الصهاينة حتى إنها ترسل أفواجا سرية من الصبايا السعوديات إلى مستدمرة الخزر بضيافة الصهاينة ،بحجة أن الأردن ومصر فشلتا في إقامة علاقات قوية مع إسرائبل لأن التطبيع كان من فوق،أما أبناء مردخاي فهم يعملون على إجبار المغرر بهم من السعوديين والسعوديات للتطبيع مع الصهاينة ،ليقولوا بعد ذلك للشعب إنهم يطبعون كمؤسسة رسمية عليا إستجابة لرغبة الشعب،وقد إرتبت مخابرات أبناء مردخاي جريمة كبرى بتبنيها الرواية الصهيونية حول أحقية اليهود في فلسطين،وها هي تنتج فيديو بالتعاون مع الموساد يتحدث عن إستغلال الفلسطينيين لقضيتهم ورفضهم أي حل،كما إستعرضوا مواقف السعودية الداعمة المتخيلة للفلسطينيين ،والغريب في الأمر أنهم تساؤلوا في الفيديو:هل يريد الفلسطينيون تحرير أرضهم؟محرضين على الفلسطينيين بسبب موقفهم من مؤامرة السعودية على الكويت والعراق عام 1990.
بقي القول أن فيديو الموساد المركب والتي تفوح منه سموم أبناء مردخاي مطايا الصهاينة ،يختلف عن الوثائق التاريخية التي لا ينكرها أحد،وقد آن الوان أن يخجل أبناء سعود على أنفسهم ومن تاريخهم الأسود بنو القنينقاع الذين طردوا من الجزيرة ………….وعادوا بالتدليس عندما أوهم جدهم مردخاي تجارعنزة الذين جاؤوا إلى البصرة لشراء القمح وكان تاجر قمح إنه منهم ،وعندما إستضافوه في دياهم كشفوه وطردوه ،فتحالف مع البدو في نجد،وإرتمى بعد ذلك في أحضان بريطانيا.