أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
سورة الكهف ترتيبها في سور القرآن الكريم ثمانية عشرة وعدد آياتها مائة وعشرة آيات. لقد ذكر الله في آخرها ذو القرنين، وقد إختلف العلماء في حقيقته ولكن الأرجح هو قورش، رجل صالح من فارس. وقد مكن له في الأرض واعطاه من كل شيء سببا. أي أعطاه الله اسباب كل َما يحتاج الوصول إليه وفعله في الأرض من مشرقها لمغربها. عن أبي سعيد قال: قال رسول الله ﷺ: من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين. دعونا نركز على تدبر ما جاء في الآيتين (حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا، قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (الكهف: 86 و 87)).
قلنا يا ذا القرنين: اي تعظيم لله في قوله لذي القرنين: قلنا (للتقريب فقط وليس للمقارنة عندما يصدر جلالة الملك قرارا او أمرا ويقول فيه: نحن عبد الله الثاني بن الحسين … إلخ.). إما ان تعذب (أي تقتل من لا يستجيب لدعوتك لله) او تتخذ فيهم حسنا (اي يستجيب لدعوتك لله وتعطيه الفرصة للعودة عن الضلال. وقول ذي القرنين: أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ (اي نقتله ويموت على الضلال) ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (وعند البعث يوم الحساب سيعذبه الله عذابا شديدا لعدم إستحابته وموته أي وفاته على الضلال). والله ورسوله اعلم.