خالد خطاطبة
وضع منتخب الشباب، اتحاد الكرة مجددا تحت مرمى نيران الانتقادات العنيفة، بعد أن ودع بطولة كأس آسيا من دورها الأول، في إخفاق لم يكن بالحسبان عند الاتحاد، فيما كان متوقعا عند المتابعين، في ظل غياب المهنية في تعيين مدربي المنتخبات الوطنية بجميع الفئات العمرية.
وداع منتخب الشباب لكأس آسيا من الدور الأول، زاد من أوجاع الاتحاد الذي يئن حاليا تحت وطأة العديد من الملفات الشائكة في مختلف التفاصيل، وبالتالي ضرورة إعادة النظر بآلية العمل، خاصة فيما يتعلق بتعيين المدربين، والتعامل مع الأندية وغيرها من الأمور.اتحاد الكرة لم يقصر في توفير متطلبات منتخب الشباب، من معسكرات داخلية وخارجية، مباريات ودية محلية ودولية، ولكن أخطأ في بناء قاعدة ثابتة للمنتخب، من خلال تعيين مدرب هولندي لا يملك السيرة الذاتية التي تشفع له في قيادة منتخب في نهائيات آسيا، رغم النصائح التي تلقاها بهذا الشأن من خبراء ومتابعين، كما أن الاتحاد لم يلتقط الإشارات من صعوبة التأهل إلى كأس آسيا، وكان الأولى به أن يستمع إلى ملاحظات الخبراء، ويسارع لتعيين جهاز فني أكثر قوة وجدارة، لقيادة «منتخب المستقبل» في هذه التظاهرة الرياضية الآسيوية الكبرى.
«كارثة» خروج منتخب الشباب من الدور الأول، تفتح الأبواب على مصراعيها لتوجيه الكثير من الأسئلة إلى اتحاد الكرة، حول قناعاته بتعيين المدربين، ومن هو «المختص»، الذي يعين مدربين مبتدئين في المنتخبات الوطنية.الاتحاد لم يستفد من الأخطاء السابقة، وأبرزها تعيين المدرب البلجيكي فيتال بوركلمانز الذي أشرف على تدريب المنتخب لحوالي ثلاث سنوات، تدحرج فيها المنتخب إلى الدرك الأسفل في المستوى الفني والنتائج، رغم الحديث عن ضرورة الإسراع في التغيير، ولكن ذلك لم يحصل، حتى كلفنا ذلك خروج المنتخب من الاستحقاق الأهم وهو المنافسة على التأهل للمونديال.نعتقد أن الوضع يتطلب حاليا شجاعة من الاتحاد، للاعتراف بتقصيره في الكثير من التفاصيل، وضرورة تصويب الأمور، لأن الاعتراف بالخطأ يشكل بداية جيدة لتصحيح المسار، الجمهور لا يحتمل المزيد من الكوارث في اللعبة الأكثر شعبية، وبالتالي لا بد من إجراءات ملموسة تطمئن الشارع الرياضي الذي يترقب تطورا أفضل للمنتخبات الوطنية والأندية.بالمناسبة، هدف منتخب الشباب من مشاركته الأخيرة كان ليس التأهل إلى الدور الثاني فقط، بل كان الهدف المتفق عليه مع الجهاز الفني يتمثل في الوصول لمونديال الشباب، لم نحقق لا هذا ولا ذاك!.