سميح المعايطة
كلام الأردنيين
سميح المعايطة
ما كان الكثيرون يعتقدونه بأن دخولنا مرحلة سياسية جديدة فيها انتخابات نيابيّة ثم تشكيل حكومة جديدة كان يعني ان تدخل الحياة السياسيّة الى حالة استرخاء ايجابية وان نتخلص من العديد من عوامل التوتر والضجيج السياسي والعام لكن ما جرى لم يغيّر كثيراً من الواقع الذي سبق الانتخابات بل أدخلنا في دوامة من الملفات الجديدة التي تستدعي تعاملاً خاصاً ورفيع المستوى يعيد لملمة الساحة مرة اخرى ويذهب بِنَا الى مرحلة نكون فيها اكثر تركيزاً في مواجهه تحديات المنطقة ومشكلات الاقتصاد.
لا يشعر الاردنييون بأي خوف حقيقي من ادارة الدولة لما يجري حولنا فالملف الأمني والعسكري والسياسي الذي يديره الملك يسير بما يحفظ أمن واستقرار الدولة وامان الأردنيين، لكن كلام الأردنيين وما يثير حفيظتهم هو ادارة الجهات التنفيذية للملفات الداخلية وهي التي تصنع الضجيج والشكوى والتذمر والجدل الذي لا ينتهي.
لا اتحدث عن اي حديث وراءه اجندات او عن السطحية في تعامل البعض مع القضايا ولا عن الاستخدام السلبي من البعض لأدوات التواصل الاجتماعي لكننا نتحدث عن ملفات احدثت ردود افعال حقيقية لدى الناس واثارت تساؤلات وحرمتنا من الاستثمار الإيجابي لمرحلة اجراء الانتخابات وما يتبعها من خطوات.
الانتخابات مازالت تثير بعض الضجيج وأتحدث عن بعض الدوائر الانتخابية التي لم تحسن الجهة المعنية ادارتها بحيث تحولت الى نقطة ضعف في انتخابات كان فيها مسار إيجابي، وتشكيل الحكومة وما صحبه من ملاحظات شعبية وسياسية، وايضاً بعض الملاحظات على تشكيل مجلس الأعيان.
لكن الملفات التي أفسدت الأجواء هي الإدارة غير المناسبة والبطيئة والتي غابت عنها روح المبادرة لملف تعديل المناهج، ورغم ما كان من تعامل غير موضوعي من بعض الجهات على أدوات التواصل الاجتماعي الا ان الإدارة الحكومية للملف لم تكن كما يجب وبالتالي تحولت الى ازمة سياسية وقصة تتعلق بنظرة الحكومة للدين.
وحتى حكاية الوزير مالك حداد فانها من الناحية السياسية تركت لدى الناس ملاحظات، وكل هذا انعكس على الأجواء العامة وعزز لدى الأردنيين قناعات سلبية وأفسد على الدولة فرصة استثمار موسم سياسي تنتظره كل اربع سنوات لتعديل مزاج الناس والرأي العام ايجابياً.
خلال اقل من شهر تم ضخ الكثير من الامور السلبية لأجواء الناس، وايا ما كانت الجهه المسؤولة او التبريرات الرسمية فإننا في المحصلة امام حالة تحتاج الى تعامل قوي وإيجابي يعالج ما أمكن من الاداء السلبي ويصنع حالة ايجابية ويعدل مزاج الأردنيين الذي كان يجب ان يكون إيجابيا في هذا الموسم السياسي المهم لكن الإدارة السلبية من الجهات التنفيذية حولت الامر الى مصدر لضخ الاحباط وتعميق المزاج السلبي لدى الناس.
الأمر ليس صعباً لكن ابقاء الأزمات تتراكم يعني تحويلها الى اكبر بكثير من حجمها ويعني اننا ضيّعنا فرصة لصناعة المزاج الإيجابي بل واستبدلناها بعكسها.