الدكتور عبد الحكيم القرالة
منذ الإعلان عن أول إصابة في المملكة بفيروس كورونا المستجد ،بدأ الاردن معركة المواجهة مع هذا الوباء مستنفراً كافة طاقاته وامكاناته وأجهزته للحد من إنتشاره .
وكانت الجهود والإجراءات تسير بخطى ثابته وواثقة وناجعة في مكافحة المرض ،لكن ظهرت بعض الصعوبات والتحديات كان سببها الرئيس الاشاعات المغرضه والهدامة التي استهدفت الجهود الكبيرة وضربتها في الخاصرة.
خطة معركة إحتواء الوباء الخبيث كانت ناجعه وفاعله لكنها كانت تتعرض لهجوم مريب وغريب أسهم في اضعافها احياناً من خلال إطلاق الإشاعات والأخبار الكاذبه، التي إمتنهنها البعض لمآرب خبيثة وغايات غير بريئة أو لجهل وعدم دراية .
ونتيجة لذلك إنشغل المسؤولين والمعنيون بإدارة الازمة في كل يوم بنفي إشاعة هنا ، أو خبر مكذوب هناك ما تسبب بتشتيت الجهود وبالمحصلة التأثير السلبي على خطة المجابهه، الأمر الذي قد يسهم في هدم المعنويات والتشكيك في المنجزات والاجراءات الحكومية لمواجهة الجائحة الخطيرة
وهنا ليس من مصلحتنا تشتيت الجهود أو حرفها عن مسارها في المواجهة ،البحث عن الاستعراض والسبق المغلوط ،والتشويش يتسبب بإثارة الهلع وخلق الفوضى ، وفي ذات الوقت يعطل ويثبط الجهود الحكومية .
تعج وسائل التواصل الاجتماعي يومياً بالكثير من الإشاعات والأخبار الكاذبه ، والتي تنتشر دونما التأكد من صحتها وصدقيتها ولا تؤخذ من مصادرها الرسمية والجهات ذات العلاقة.
اخبار صور وفيديوهات وتسجيلات صوتية جلها غير صحيحه أو قديمه ومن مناطق خارج الاردن يتناقلها رواد ومستخدمي وسائل التواصل وتنتشر كالنار في الهشيم والمحصلة معلومات عارية عن الصحة لا تخلف وراءها إلا تداعيات سلبيه وخطيره على الجهود الحكومية وعلى الأمن المجتمعي والصحي وتعاكس الجهود الحكومية وتقف حجر عثره في طريق إنجاز مهامها على أكمل وجه.
المطلوب اليوم في ظل كثافة الاشاعات أن نضع نصب أعيننا المصلحة العليا للدولة والغاية الرئيسة والمتمثلة بدعم الجهود الرسميه في معركتنا مع وباء كورونا والإبتعاد عن الأسهام في خطيئة الاشاعات الكاذبة .
وفي هذا على كل مواطن أن يتحمل مسؤولياته الأخلاقية قبل القانونية بعدم بث الاخبار المغلوطه ومحاربة الإشاعات ومروجيها .
علينا جميعاً أن نتحلى بالمسؤولية وأن لا نسهم بطريقه مقصوده أو غير مقصوده في نقل ونشر الاخبار المغلوطه والمزيفه التي تهدف إلى بث الرعب في نفوس المواطنين ،فضلاً عن دورها في خلق أزمة ثقة بين المواطنين والجهات الرسميه .
شعبياً، المسؤولية الملقاه على عاتقنا جميعاً أن ننبذ كل من يمتهن بث الإشاعه وعدم نقلها تحت أي ظرف وأن نتبين قبل نشر أي معلومه، وان نتثبت من صحتها واستقائها من مصدرها الرسمي.
رسمياً، وللحد من خطر الثلة التي إمتهنت إطلاق الاشاعات وجب على الاجهزه المعنية ان توقع أقصى العقوبات بحقهم لانهم بافعالهم تلك يدمرون ويقتلون بطريقة غير مباشرة لان ما ينقلونه يكون سبباً في إلحاق الاذى بالاخرين.
وفي هذا حذر وزير الدولة لشؤون الاتصال والاعلام أمجد العضايلة في موجز أعلامي أمس من بثّ الإشاعات والأخبار الكاذبة وترويج التسجيلات الصوتية،مؤكداً أنّ الأجهزة الأمنيّة لن تتهاون مع من ينشرونها وستتعقب من يروج لها.
الرسالة موجهه إلى رواد وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها وهي وجوب التحلي بالمسؤولية الوطنية والصدق والدقه في النقل والنشر وأن يكون هدفنا هو مصلحة الوطن وصحة المواطن ولا نكون أدوات لنشر الاشاعات الهدامة.
وهنا نحن بحاجة لمزيد الوعي والإدراك وبيان الغث من السمين والخير من الشر وأن نمايز بين الاخبار الملفقه والكاذبه من جهة ، والصحيحه والدقيقة التي تأتي من مصادرها ذات العلاقة بادارة الأزمة ،من جهة أخرى.
الاردنيون على قدر عال من الوعي والمسؤولية و قادرون على محاربة الاشاعة وعدم نقلها أو نشرها ووأدها في مكانها لأن عكس ذلك يتسبب باضعاف أسلحتنا وأدواتنا في مجابهة هذا الوباء
ختاماً، لننبذ الإشاعة ونحاربها بشتى السبل ونبتعد عن المهاترات والشعبويات والاستعراض وتصفية الحسابات ونركز على الهدف الرئيس الانتصار على الوباء وكبح جماحه ،فلنتقي الله في أنفسنا ووطننا الأعز….