م.محمود عبيد
كيف لنا ان نجذب الأستثمارات و لدينا هيئة مكافحة فساد
استوقفني سؤال طرحة احد المستثمرين و الذي يمتلك شركات حول العالم عندما طرح سؤال كيف لدولة ان تجذب الأستثمارات و المستثمرين و هي تقر بان لديها فساد و فاسدين و اقامت من اجلهم و من اجل محاربتهم هيئة خاصة تعنى بفسادهم و سرقاتهم و تجاوزاتهم. فالفساد السياسي و الأقتصادي احد اهم العوامل الطاردة للأستثمار فكيف لمستثمر ان يضحي بامواله و استثماراته في بيئة يستشري الفساد بها بغض النظر عن حجم الفساد, فالفساد افة معدية تأتي على الأخضر و اليابس و ممكن ان تاتي على استثمارات اي مستثمر فبدلا ان نؤسس هيئة مكافحة الفساد ان نعمل على تاسيس هيئة ضمان للمستثمرين, كهيئة ضمان القروض تقوم هذه الهيئة على ضمان استثمار المستثمرين في وطننا بغض النظر عن جنسية المستثمر سواء مواطن او اجنبي و ان تكون هذه الضمانات مغطاة ببوالص تامين عالمية و كلما كانت حكوماتنا حينة السيرة و السلوك و حاربت الفساد و المفسدين و رسمت استراتيجيات و سياسات استثمارية طويلة الأمد و حاربت البروقراطية و حاسبت كل مقصر بغض النظر عن موقعه كانت اقساط الضمان اقل و كانت حافزا” لجذب الأستثمارات و لكن ضمن البيئة الحالية و عدم وجود نظرة مستقبلية تضمن حقوق المستثمرين و تشجعهم على الأستثمار و في ضوء اخفاقنا المستمر في الأبقاء على القوانين و الأنظمة الحاكمة لبيئة الأستثمار فلا اعتقد ان هناك احد سوف يغامر بان يستثمر بالاردن ما لم نفدم الضمانات اللازمة و تقديم خطة اقتصادية للدولة لمدة عشر سنوات قادمة و تكون هذه بضمانة طرف ثالث و في حال الأخلال يتم تعويض المستثمر حيث ان مصداقية حكوماتنا و سياساتها لا احد يثق بها حتى لو وقع جميغ المسؤولين على ضمان حقوق المستثمر فلا احد سوف يثق باي مسؤول و او سؤال سوف يساله المستثمر اين ابناء وطنكم من المستثمرين, ماذا سوف يكون جوابنا, هل لدى مسؤولينا الشجاعة ان يصرحوا بان المليارات من الأستثمارات الوطنية هاجرت الى مصر و تركيا و كندا و الأمارات و امريكا و ان غالبية اصحاب رؤوس الأموال يتهافتون على شراء وطن جديد غير وطنهم لأنهم لم يعودوا مؤمنين بوطنهم و بنظامه السياسي و الأقتصادي اليست المبالغ التي يستثمرها مواطنين هذا الوطن الغالي من اجل شراء وطن جديد و جواز سفر يحترم حامله و يحترم كرامته و انسانيته احق بان يبنى به وطننا و لكن الخوف من ان ينقض الفاسدين على اموالهم كما انقضوا على موارد الوطن جعلهم يفكرون بهجرة الوطن الذي نشاؤوا و ترعرعوا به ليس حبا” بالهجرة و لكن بحثا” عن انسانيتهم و عزتهم و كرامتهم التي فقدوها في وطنهم و لانه لم يهد لهم ثقة بكل ما يدلي به المسؤولين على كافة الأصعدة من كذب و نفاق و دجل و ليس هناك خطة جادة للآصلاح او الأبقاء على الوطن و كل ما يسعوا اليع هو الأبقاء على ما استحوذوا عليه من مقدرات الشعب و الوطن حتى لو كان الثمن فقدان هذا الوطن. فقبل ان نعمل على جذب الأستثمارات الى هذا الوطن فلنعمل الى اعادة الثقة التي فقدها الجميع بهذا الوطن و بمنظومته السياسية و الأقتصادية, علينا ان نؤمن بهذا الوطن كما كنا في السابق, علينا ان نعيد له هيبته و كرامته و عزة ابنائه. فكيف لأي مستثمر ان يستثمر في وطن لم يعد لأبنائة ثقة بمنظومته السياسية و الأقتصادية و التربوية و الأجتماعية و اذا كان ارباب خذا الوطن استثماراتهم و اموالهم في الخارج لعدم ايمانهم بقيادتهم و بوطنهم , فنحن كمن يقوم ببيع شركته و يبفى على راسها و يستثمر امواله في شركة اخرى اصلح اداريا” و تنظيميا و اقل فسادا” لأيمانه ان شركته غير مؤهلة لأن يستثمر امواله بها. كيف لنا ان نجذب الأستثمارات و السياسيين و الأقتصاديين الذين يسوقون من اجل الأستثمار في الوطن صباح مساء استثماراتهم في الخارج حيث البيئة الأستثمارية الصحية و المضمونةو ذلك لعدم ثقتهم بادارتخم و اذا ما اجرينا بحث على اسماء اصحاب السلطة في الشركات الخارجية و البنوك سوف نجد اضعاق مديونية الأردن مستثمرة في الخارج باسماء السياسيينو اصحاب السلطة. كفاكم استهزاءا” بعقولنا بانكم تحاولون و تعملون على جذب الأستثمارات و انتم ليس لديكم ثقة بادارتكم و اهل بيتكم. حتى نتمكن من جذب الأستثمار اعيدوا الثقة الى وطننا و قدموا الضمانات الحاكمة لمنظومة الأستثمار. للمستثمر المحلي قبل الأجنبي. عليكم تقديم ضمانات دولية تكفل ادائكم الأستثماري فلا احد لديه الثقة بمنظومتكم و قوانينكم المتغيرة كل يوم . اعملوا على اعادة الأموال التي نهبتوها و استثمرتموها في الخارج, اعيدوا الأستثمارات المحلية التي هاجرت الى بقاع العالم هاربة من فساد منظومتنا و الذين اذا ما عادوا سيعيدوا الثقة الى منظومة الأستثمار. اعيدوا تسمية هيئة مكافحة الفساد الى هيئة مراقبة الأداء الحكومي و الأستثماري و اعيدوا سن القوانين الحاكمة لكل فاسد و اي انسان يعيق العملية الأستثمارية يتم محاسبته باشد العقوبات و يكون عبرة لكل من تسول له نفسة بان يسسء للوطن و الأستثمار به. اعيدوا ثقة المواطن بالوطن. انا متاكد اذا ما اجريتم اي استفتاء حر و نزيه ستجدون ان اكثر من 75% من مواطنين وطننا ليس لهم ثقة بهذا الوطن و يبحثون عن ملاذ غير وطنهم يلجاؤون اليه بينما قبل عقدين من الزمن كان الجميع احلامة ان يبقى و يفيش و يموت على تراب هذا الوطن الذي اصبح ينفت ابنائة بفساد طبقته السياسية.