أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
انجاز : لقد تعلمنا في كتبنا الدراسية القديمة الجملة: زرعوا (آباؤنا وأمهاتنا وكبارنا من المسؤولين) فاكلنا ونزرع (نحن الأبناء والشباب عندما نكبر ونصبح مسؤولين) فياكلون (أبناؤنا واطفال شعبنا). فأباؤنا وأمهاتنا وكبارنا تعبوا كثيرا في العمل الدؤوب والمحافظة على خيرات ومقدرات وطننا العزيز الأردن الأبي. فلهذا من حق الكبار في السن علينا أن نرحمهم ونقدم لهم كل إحتياجاتهم ونهتم بهم اكثر مما إهتموا بنا ونحن في سن الطفوله والشباب. ونقدم لهم كل رعاية حياتية كريمة وإجتماعية وصحية … إلخ وكذلك للأيتام. ألم يقل عمر بن الخطاب لليهودي الذي كان يتسول لدفع الجزية: فقال له عمر: والله ما انصفناك نأخذ منك شاباً ثم نضيعك شيخاً والله لأعطينك من مال المسلمين، وأعطاه عمر رضي الله عنه من مال المسلمين. ألم يقل الله في كتابه العزيز القرآن الكريم (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (التوبة: 103))؟!. ألم يفرض الله حق الزكاة على الأغنياء منهم وهي 2.5% من كل شيء تستحق عليه الزكاة من آموال ومقتنيات وغلال للمسلمين للفقراء والمحتاجين من المسلمين ورعاياهَم (وَنَفۡسٖ وَمَا سَوَّىٰهَا، فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا، قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا، وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ (الشمس: 7-10، الأعلى: 14)).
ألم يقل الله أيضا (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (الإسراء: 23 و 24)). فدور المسنين تصلح فقط لمن لم يوجد لهم ابناء من المسلمين وكذلك لرعاياهم من غير المسلمين حتى لو كانوا كفارا لقوله تعالى (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ، وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (التغابن: 2، هود: 6)). وأما بالنسبة للأيتام، فيوجد أيتام للمسلمين وغير المسلمين في الدول الإسلامية ولا يوجد من يعيلهم من اهل أو أقارب، فلا ننسى قول الله تعالى (فَأَمَّا ٱلۡيَتِيمَ فَلَا تَقۡهَرۡ، وَأَمَّا ٱلسَّآئِلَ فَلَا تَنۡهَرۡ، وَأَمَّا بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثۡ (الضحي: 9-11)). ألم يقل الله ايضا (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (البقرة:177)). يعلم الله أنني كنت انا وبعض أعضاء من فريق عملي الإداري في عمادة كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب في جامعة اليرموك، نتفقد ونزور دور المسنين والأيتام في رمضان وغيرها من سائر الأيام ونقدم ما نستطيع تقديمه لهم كوجه من وجوه خدمة المجتمع المحلي في إربد. فلا تنسوا يا كرام دور المسنين والأيتام والفقراء والمساكين … إلخ في شهر رمضان جزاكم الله كل خير.