
نسيم عنيزات
بعد التحذيرات التي اطلقها وزير الصحة حول الزيادة في عدد إصابات السلالة المتحورة وارتفاع نسبة الفحوصات الاجابية في اليومين الاخيرين الذي اعتبره من احد المؤشرات غير المريحة»، التي رصدتها الحكومة في الآونة الأخيرة..
تحذيرات تدق ناقوس الخطر من العودة الى المربع الاولى والعودة الى الوراء اي قبل شهرين او ازيد عندما تجاوز عدد الفحوصات الايجابية حاجز ال 25 %، لابد من الالتفات لها والتعامل معها بجدية وبروح من المسؤولية.
تحذيرات تحمل المواطن المسؤولية كاملة، المطالب الان وليس كأي وقت مضى باتخاذ جميع الاجراءات الوقائية والتوقف عن التلاوم «ورمي الكرة بمرمى الغير» بعد ان تحملت الحكومة مسؤوليتها كاملة في هذا الملف، وحققت تقدما ملموسا بفضل الاجراءات التي اتبعتها على عدة صعد سواء في توفير المستشفيات الميدانية، وزيادة عدد الأسرة الطبية والارشادات التوعوية وتوفير المطعوم الذي يعاني من العزوف والتشكيك.
في وقت يئن العالم على عدم توفره واحتكاره من بعض الدول الاوروبية والكبرى، تمكنا من الحصول عليه، بكميات قد تكون ليست كبيرة لكنه يسجل للحكومة قدرتها على توفيره في ظل الامكانيات المحدودة، وعلى الرغم من انخفاض اعداد المطاعيم ما زال عدد المتلقين دون الطموحات بسبب قلة الاقبال الذي لم يتجاوز ال 40 الفا الا قليلا.
اجراءات عديدة اتخذتها الحكومة تسجل لها، فلا يجوز الغلو في النقد والبحث عن شماعة لتعليق اخطائنا عليها وعند اي اخفاق نسارع بتوجيه اصابع الاتهام لها، ونملا الدنيا نقدا وتعج وسائل التواصل الاجتماعي ضجيجا ولوما، دون ان نحرك ساكنا بانفسنا وكبح جماحها لنقوم بما علينا من التزام وواجب، نطالب بفتح المزيد من القطاعات ونحمل الحكومة مسؤولية الاوضاع الاقتصادية، متبجحين بالاحوال المعيشية الصعبة نتيجة الاغلاقات، نضرب بالوسائل الوقائية عرض الحائط وكأن البعض يعاني من حالة انفصام بالشخصية، لا يتقن الا صنعة اللوم و مهنة تحميل غيره مسؤلية تقاعصه وتهاونه.
دون النظر الى الكلف المالية التي تكبدتها خزينة الدولة حتى وصلنا الى هذه المرحلة الوبائية المريحة، يخشى ان نعود معها الى الوراء بسبب بعد الممارسات الخاطئة من قبل البعض.
ان اي اخفاق لا سمح الله بعد الان يتحمل مسؤوليته المواطن المطالب بالحذر واتخاذ جميع الاجراءات والخروج من عباءة التشكيك وانعدام الثقة.
ولا بد ايضا من تغليظ العقوبات على المخالفين وتطبيقها بكل حزم، لان القضية تعني مجتمعا باكمله، ولم يعد هناك اي وقت للمناكفات.