فارس الحباشنة
كلما كلمت مكتب تأجير سيارات تسمع ذات الموال، شكوى متكررة من شح السيارات، وعدم توفرها في الاسواق المحلية، وان قطاع تاجير السيارات السياحية يواجه ازمة وجود مصيرية، وذلك نتيجة صعوبة استيراد السيارات ومعيقات لوجسيتية، وبالاضافة الى تلكؤ وكالات سيارات محلية في تسريع عملية الاستيراد.
حامد عوض، مالك مجموعة تأجير سيارات سياحية اكد في تصريحات صحفية نشرت قبل ايام: ان الازمة تتفاقم، وذهب في تحميل المسؤولية الى وكلاء سيارات، والظروف اللوجستية الجديدة في استيراد السيارات من الشركات «الام المنتجة»، وما ادى الى ارتداد الازمة الى السوق الاردني، وعلى حد تقديره فان اكثر ما يدفع ثمنها مكاتب التاجير.
وما بين شح السيارات في السوق المحلي وازمة استيراد السيارات يواجه قطاع تاجير السيارات المر والمرين، ويشرب العلقم. والانكى ان ذلك ياتي في موسم التعافي من كورونا وتوابعها، وبدء قطاع تاجير السيارات السياحية استنشاق انفاسه بعد عامي كورونا السيئين.
ويرفض وكلاء سيارات تحمل المسؤولية أو أنهم يتحكمون في السوق، وهم يؤكدون بأنهم ليسوا اساس الازمة. وبحسب تجار سيارات فان حصة وكالات الاردن من السيارات الحديثة المستوردة يجري تغيير وجهتها الى دول مجاورة وبعيدة اسواقها متعطشة للسيارات، ويجري اعادة تصديرها باسعار مرتفعة مقارنة في السوق الاردني.
من الحقائق الغائبة وغير المطروقة ان وكلاء سيارات يلوون اعناق تجار السيارات التجزئة ومكاتب تاجير السيارات بالديون المؤجلة والشيكات والكمبيالات المرتجعة.. وطبعا اذا عرف السبب بطل العجب!.
قطاع تاجير السيارات السياحية يعاني من تداعيات كورونا وتوابعها، ولحقه اضرار مالية وخيمة. ونراهن هنا على الحكومة بالتدخل لفك «عقدة احتكار» من انتاج كورونا ان وجدت، وحتى لا يبتلع تجار من مستوردي السيارات السوق، ويلتهموا صغار التجار ومكاتب تاجير السيارات.
ازمة قطاع تاجير السيارات من مخلفات كورونا وملاحقها. وفاتورة كورونا على كل الاصعدة سنرى تفاعلا لتداعياتها، ومن الواجب على الحكومة اجراء جردة حساب لكل القطاعات، وذلك من حيث معيار وقاعدة: الرابحون والخاسرون من كورونا، واعادة مراجعة وتقييم كلية وشاملة، وليكن الخروج من ازمة كورونا متوازيا مع حجم الخسارة والاضرار التي لحقت بقطاعات.
وفي المؤشرات فان قطاع السياحة بكل مفرداته من اكثر المتضررين والخاسرين من كورونا. ويواجه ازمة صمود وبقاء مصيرية صعبة وبالغة التعقيد.
وفي ازمة السياحة ومكاتب تاجير السيارات لا نملك ترف الانتظار واضاعة الوقت، ولغة التاجيل، وذلك قبل ان نخسر كل شيء، ونصل الى وضع ونقطة صفر مئوي، وحالة اللاعودة، وما اشنعها في الاقتصاد.