أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
لقد هجر وشرد الشعب الفلسطيني من وطنه فلسطين وطن الاجداد والآباء أكثر من مرة، ومنذ إعلان وعد بلفور بتازيخ 2/11/1917 إلى الدول العربية المجاوره ودول العالم. وتم التهجير والتشريد بطرق بشعة ومختلفة من قبل من أرادوا بهم شرا والإستيلاء على وطنهم فلسطين ليكون وطنا قوميا للصهاينة من جميع بقاع العالم. وتم ذلك عن طريق القتل والذبح من قبل عصابات صهيونية مختلفة إرتكبت مجازر عديدة وعن طريق الحروب، حرب 1948 وحرب 1967. لقد تم إستيعاب الفلسطينيين في مخيمات من الخيم اولا ومن ثم تم بناء مخيمات لهم من طوب وإسمنت ينقصها الصرف الصحي والماء والكهرباء والشوارع المعبدة ودورات المياه والحمامات…إلخ في الدول العربية المحيطة، بعد أن كانوا معززين ومكرمين في دورهم في فلسطين. لقد عانى الفلسطينيون الويلات خلال السنوات الماضية التي زادت عن السبعين سنة. للأمانة القيادة الهاشمية في المملكة الأردنية الهاشمية هي الدولة العربية الوحيدة التي اصدرت لهم جوازات سفر وحسنت من اوضاعهم المعيشية بشكل عام، وإعتبرتهم مواطنيين اردنيين. أما بقية الدول مثل مصر وسوريا ولبنان اصدرت لهم فقط وثائق سفر ولم يعتبروهم مواطنين. نعم، الأمم المتحدة اصدرت لهم كروت تموين لتزوديهم بالمواد التموينية الأساسية لعدد من السنين ومن ثم توقفت. فبصراحة الشعب الفلسطيني قاسى وما زال يقاسي الامرين والكثير الكثير في مخيمات داخل فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة وخارجها في الدول العربية المحيطة وحتى الذين بقوا في بعض مناطق فلسطين.
لقد تم وعد الشعب الفلسطيني خلال الأكثر من سبعين عاما وعودا لم يوف بها بحق العودة او التعويض، مما أدى إلى وصول كثيرا من أفراد هذا الشعب إلى حد الياس من بني جلدتهم أولا ممن يرفعون راية التنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني وغيرهم من قادة العالم. وكان ذلك سببا في تولد الحقد عندهم وحب الإنتقام من كل من ظلمهم وهضم حقوقهم من أعدائهم ومن بني جلدتهم وغيرهم من العرب. وتوصل الشابات والشباب إلى قناعة تامة ان ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالتضحيات وبالقوة. وهذا ما أثبته بالدليل القطعي والعملي فصائل المقاومة في غزة هاشم وأفراد عرين الأسود في نابلس وأفراد عش الدبابير في جنين ومخيمها، والذئاب المنفرده أمثال الشهيد خيري علقم وعمره 21 عاما والذي تم إعتقاله الطفل محمد عليوات وعمره 13 عاما ومن سبقهم من ذيبات وذئاب منفردة من الشعب الفلسطيني كما يصفهم إعلام العدو والإعلام العالمي المضلل. السؤال الذي يفرض نفسه على قادة العدو وقادة العالم أجمع: من الذي جعل هؤلاء الشابات والشباب الذين في عمر الورد ذيبات وذئاب منفرده ويقدمون على عمليات إنتحارية؟!. ألستم يا قادة العالم عندكم التكنولوجيا المتطورة في جميع العلوم وعندكم الخبرات في تشخيص اسباب الإرهاب الحقيقية لتعالجوها من جذورها؟! وهي واضحة في القضية الفلسطينية وضوح الشمس في يوم صيف في كبد السماء الصافية؟! لماذا لا تعيدوا للفلسطينيين حقوقهم التي ترضيهم؟! وانتم قادرين على ذلك. أم القضية الفلسطينية كنز لا ينفد يستفيد منها اليهود قبل العرب وغيرهم؟!.