اسعد العزوني
قلنا في مقال سابق وفي غمرة الحمأة العربية والمنافخة العربية الكذابة تجاه إعلان “كيس النجاسة”الصهيونية، بحسب التعبير الحريديمي رئيس وزراء مستدمرة الخزر في فلسطين النتن ياهو،أن هناك شكوكا حول إمكانية تنفيذ عملية ضم الأغوار الفلسطينية للمستدمرة الخزيرية،مدعّمين وجهة نظرنا بأدلة عملية.
وقلنا أن البيتين الإسرائيلي والأمريكي بحاجة إلى ترتيب ،للتغلب على التصدعات التي يعانيان منها،إذ أن البيت الإسرائيلي يشهد خلافات حادة بين النتن ياهو الذي تمرس في السياسة والفساد والتطبيع مع العربان،وبين منافسه العسكري رئيس حزب أزرق-أبيض غانتس الجاهل في أمور السياسة ،والمغدور في شؤون العسكر لأنه كغيره من العسكريين الإسرائيليين يظنون أن قوتهم هي سبب إنتصاراتهم الزائفة على الجيوش العربية ،وربما لم يسألوا أنفسهم علانية لماذا كانوا يهزمون في المواجهات المسلحة مع الفلسطينيين؟
أما البيت الأمريكي فلا يقل تصدعا عن البيت الإسرائيلي بسبب جهل المقاول ترمب في أمور الحكم،وإقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية الأمريكية في ظل كورونا وإنتفاضة الشارع الأمريكي ضد مقتل المواطن الأمريكي جورج فلويد،إذ بات العاجزان ترمب والنتن ياهو بحاجة لمن يسندهما كي يخرجا من أزماتهما بأقل الخسائر على أقل تعديل.
غادر الوفد الأمريكي بقيادة صباب القهوة في مكتب كوشنر الصبي اليهودي آفي بيركوفيتش تل أبيب ،دون التوصل مع المسؤولين الإسرائيليين حول موعد الضم،وهذا يعني أن أوضاع الأمريكيين والإسرائيليين ليست على ما يرام،ولا ننسى أن هناك عوامل اخرى أسهمت في تعطيل عملية الضم،منها موقف الإتحاد الأوروبي الرافض لها،كما أن رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون نشر مقالات في إسرائيل يحذر فيه من عملية الضم،وبعدم إعتراف بريطانيا بها لأنها إعتداء على حدود 1967،وهم يعرفون ماذا تعني بريطانيا لهم.
ووجه 12 عضوا من الكونغرس الأمريكي بزعامة ساندرز رسالة طالبوا فيها بتخفيض المساعدات الأمريكية لإسرائيل في حال نفذت عملية ضم الأغوار ،ولا ننسى أن الإسرائيليين تخوفوا من إنفجار شعبي في الأردن في حال أقدم النتن ياهو على الضم ،وهذا ما لا يريدونه ولا يقدرون عليه.
بقي القول أن إثارة عملية الضم لم يكن لها معنى ،سوى أنها أظهرت نفاقا عربيا حتى أن سلطة أوسلو تنافخت كذبا برفض الضم،وهددت “الإمارات”مستدمرة الخزر بوقف التطبيع في حال الضم،وهكذا دواليك،علما ان المستدمرة الخزرية بفلسطين ليست بحاجة لإعلان الضم ،لأن “بسطارها” يغطي المساحة ما بين الشاطيء الشرقي للبحر الأبيض المتوسط والشاطي الغربي لبحر قزوين ،وبات لها نفوذ في الصين.