شفيق عبيدات
ارتفعت اصوات الذين لهم مصالح في عدم اقرار حظر ولو ليوم واحد، واحتج الصناعيون والتجار واصحاب الفنادق والشركات السياحية مدعين انهم سيتضررون من هذا الحجر وستخسر كل هذه الفئات خسارة فادحة كأن صناعتهم وتجارتهم واشغال الفنادق هو فقط يوم الجمعة الذي تقرر الحظر خلاله ولم يسمعوا او يقروا عن زيادة الاصابات بفيروس كورونا التي وصلت حدها الى (٥) الاف اصابة يومية حسب الاعلان الرسمي لوزارة الصحة, وهذا العدد في الاصابات رسميا هو لا يشمل عشرات الالاف التي لم يعلن عنها, ونعرف جيدا ان الالاف من الاصابات في مناطق عديدة في بلدنا لم يعلنوا عن اصاباتهم ولم يبلغوا الجهات المختصة ليتم إحصاءهم ضمن الارقام المعلن عنها.
والمعروف ان يوم الجمعة عطلة رسمية وان جميع المصانع مغلقة في هذا اليوم اما المحال التجارية فانها تعوض يوم الجمعة ببيع يوم الخميس ويوم السبت بأضعاف ما تبعيه يوم الجمعة لأننا نراقب الاكتظاظ في هذه المحلات في هذين اليومين وتهافت المواطنين على شراء احتياجاتهم لتعويض شراء يوم الجمعة، وكلنا نعرف هذه الحالة، وان باقي المؤسسات مثل الفنادق فهي لا تتضرر من اغلاق يوم الجمعة والذي يتضرر فقط من هذا الاغلاق هي المطاعم والمقاهي والضرر فقط ليوم واحد تكون فيه نسبة الضرر بسيطة جدا.
ونحن نتابع الوضع الوبائي في دول العالم ونسمع من حكومات اوروبية وغيرها عربية اتخذت قرارات صعبة بالحجر لمدد متفاوتة , اسابيع او اشهر حفاظا على صحة الانسان عندهم لان الانسان بالنسبة لهم اهم من الاقتصاد والصناعة والتجارة وان اتخاذهم هذه الاجراءات القاسية تخفف من الاصابات بفيروس كورونا .
اما نحن في بلدنا فكل صاحب مصلحة يريد ان يحقق مصالحه واهدافه ولا ينظر الى مصلحة الانسان حتى ولو اصيب الشعب الاردني كله بفيروس كورونا هذا المرض الخبيث ,وهم يعلمون ان مجموع الاصابات حتى يوم السبت الموافق 27 شباط , حتى كتابة هذه المقابلة بلغت (38650) اصابة حسب احصاء الحكومة وهم يعلمون ان ضـــعف هذا العدد من المصابين .
لم يعلنوا عن اصاباتهم وفي بلد صغير بعدد سكانه مثل الاردن فان حجم الاصابات كبير وانا اعلم ان معظم الارياف والبوادي والمخيمات تمت اصابة الكثير من سكانها , اما اصابة واحدة في العائلة الواحدة او ان العائلة كلها تصاب بهذا الوباء .
ان ادعاء البعض بان حظر يوم الجمعة سيكلفهم خسارات وان بيعهم وشراءهم سيتضرر كثيرا ولم يحسبوا حساب صحة المواطن , وان انتشار هذا الوباء مجتمعيا سيكلف الوطن مئات اذا لم يكلف الالاف سيفقدهم الوطن اعزاء على الوطن وعلى ذويهم , ونقول ان ترك الوضع حسب مصالح البعض الذين يشاهدون كما نحن نشاهد ان الاختلاط يزداد يوميا وان حفلا ت الاعراس والولائم وبيوت العزاء تزداد بشكل وضاح على الرغم من تحذيرات الجهات المختصة بضرورة اخذ الحيطة والحذر ولباس الكمامة وغيرها من الوسائل مثل المعقمات للحفاظ عن صحة المواطن لم تأخذ بعين الاعتبار لدى الكثير لانهم ما زالوا يعتقدون ان هذا المرض عبارة عن خرافة على الرغم من اصابة ما اعتقد مواطن في كل بيت تقريبا كما ان الكثير من المواطنين شككوا بأهمية المطعوم الذي كلف الدولة حتى الان اكثر من خمسين مليون دينار .. متى نتعظ ونأخذ بالأسباب لا بعاد هذا الوباء ع وطننا .
وفي الختام اتسأل اليس صحة الانسان الذي اعز ما نملك هي اهم من المصالح الشخصية والذاتية وان الانسان الذي يعمل في المصنع او التجارة او المقاهي او الفنادق فيما لو اصيب بفيروس كورونا فانه من المحتمل ان يسبب العدوى لزملائه في العمل فتزداد الاصابات في هذه المصلحة ومن الممكن ان يتعطل العمل لأيام اذا لم يكن لأسابيع وبذلك يكون حظر يوم الجمعة ارحم بكثير.