د. عطالله الحجايا
لماذا لاتؤجّل الانتخابات ؟
بقلم:د. عطالله الحجايا
في الموروث الشعبي أن رجلا صغير اللسان لايستطيع الإبانة في النطق وجد مصباحا سحريا (حكّه) فخرج له خادم المصباح وقال: لك ثلاث أمنيات أحققها فاطلب ماتشاء ، فقال أريد أن يطول لساني، فأصبح لسانه خارج فمه، فارتبك وقال: أريده صغيرا، فتحول اللسان إلى قطعة لحم صغيرة في آخر الحلق فلم يعد قادر على تحريكه، فقال ..أيها الجني أعده كما كان ، فعاد اللسان قاصرا كما كان، وأضاع الرجل فرصة الأمنيات الثلاث.
طبعا – يدرك بعضكم التحوير الذي أجريته على الحكاية – غير أن الحكاية التي لاتحتاج تحويرا هي حكايتنا مع قانون الانتخاب، فكلنا يدرك أننا أمضينا السنوات العجاف من عمر المجلس السابق وما قبله ونحن بين ( يارب طوّله ، يارب قصّره). والآن ندعو الله أن يعود كما كان. وأعلم أن المطالبة بتأجيل الانتخابات لتعديل القانون تشبه حكاية العجوز التي تعلن في ليلة الزفاف أن العروس أخت العريس في الرضاعة، القانون الحالي إذا ما جرت الانتخابات على أساسه سيدفع لنا بمخرجات كارثية وسنعض الأصابع ندما عندما يصدمنا القادمون الجدد من سوق المقاولات وحملة المباخر وسنرى مجلسا فيه من المناكفات والصراع بين أعضائه ما يدعونا للترحم على جماعة (نتف اللحى) وحملة (الكلاشنكوف).
ثمّة أسباب موضوعية كثيرة تدعونا إلى المطالبة بتأجيل الانتخابات وتعديل القانون وفق القنوات الدستورية ولعل من أبرز هذه الأسباب: – إن نسبة المشاركة ستكون متدنية وستكون في خانة العشرين بالمئة وأجزائها .مالم تتدخل أصابع رفع النسب التي لن تخفي حقيقة ضعف الإقبال على الانتخاب. -الارباك الذي يعيشه المرشحون في تشكيل القوائم التي لم تكتمل ونحن على بعد يومين من موعد الترشّح. – عدم وضوح آلية التصويت للعامة وجهود الهيئة في هذا الجانب لم تفلح بل أصبحت موضع تندر الناس . – عدم الثقة بقدرة الهيئة على إدارة الانتخابات بمهنية واحتراف. – اليقين الذين استقر في نفوس الكثيرين من أن القانون قد فتح الباب على مصراعيه للتزوير والمال السياسي ، ولا أهمية لكل التصريحات التي تنفي ذلك فالناس يعرفون عمليات مساومة (التسللل وإكمال القائمة ) – ستكون نتائج الانتخابات مفاجئة في تمثيل بعض الأطراف مما يكرّس مجلسا تتصارع فيه ثلاث قوى متناقضة هي الاسلاميون والمقاولون والعشائريون, أجّلوها…فالفرصة ماتزال قائمة أفضل من حل المجلس قبل أن يحول عليه الحول …اللهم فاشهد .