حسين دعسة
ما تراه، تسمعه، تتذوقه، ذاك الصوت الذي يأخذك إلى بر مصر، موج النيل، تفتح كافور رشيد، وسمك البلطي من بور سعيد، تدور وتدور، تحس بالأمن والاستقرار وحديث الناس عن الصبر وحب مصر، أسمع شادية:
يا حبيبتي يا مصر
يا بلادي
يا أحلى البلاد
يا بلادي
.. ثم يزغرد فلاح، يحمل قوت يومه:
فداكي
أنا والولاد
يا بلادي
.. وها أنت
تندفع مع أرجيلة في سوق الخليلي، كل ذلك يجتاحك، وأنت ترى حكاية مصر، أم الدنيا، الإسكندرية، رشيد، بور سعيد، قناة السويس..الخ، كل نبض قلبك، مع المحبة التي تصوغها الحقيقة: مصر حالة متميزة من الاستقرار.
بعيدا عن حالة عدم الاستقرار، المتباين، سياسيا واقتصاديًا واجتماعيا في المنطقة والشرق الأوسط، وهي أزمات وظروف وتداعيات متراكمة تؤثِّر تأثيراً مباشراً في استقرار العالم في كل العالم وتحديدا في الغرب الأوروبي، والولايات المتحدة، وغير جيوسياسية تحيط بالبلاد العربية.
ما زالت جمهورية مصر العربية، دولة مستقرة، ناجحة ويلهمنا في المملكة الأردنية الهاشمية وجميع دول الجوار والخليج العربي، أن في مصر حيوية وبنى سياسية جامعة، مؤثرة في صنع القرار عربيا، دوليا، أمميا.
حاجتنا في المنطقة العربية والخليج وشمال أفريقيا، اساسية، جوهرية إلى استقرار مصر الحضارة والتاريخ والمستقبل، وهي اليوم وفي كل وقت، صاحبة المكانة الجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مثلما تكمن «الضرورة والتحدي والاستجابة» لحال مصر الذي يسند ويمد ذراعه الوطنية والقومية، دعما لجدل الروابط الأخوية الثنائية التي تجسر العلاقات كافة مع منظومة الدول العربية والعالم، رغم أن الدور العربي الداعم لمصر، هو من يضع للتاريخ، والحاضر، ودلالات الاستقرار لتلك المفاتيح الاستراتيجية التي تمتلكها السياسة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتكون مصر القيادة، والدولة، والسند العربي الأفريقي.
ونحن، في ذروة نجاح مصر في عقد مؤتمر المناخ العالمي على أرض شرم الشيخ، وبينما يجتمع قادة العالم قاطبة في مصر من أحداث نقطة فارقة في مسار العالم، كان اجتماع قادة العالم ومنظماته وشركاه، لإنقاذ الكون وكوكبنا من التغير المناخي، وصولا إلى تنفيذ ودعم خطط المناخ COP 27،.. لهذا، كانت مشاركة الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء بشر الخصاونة وعديد الوزراء، لتكون المملكة الأردنية الهاشمية، مشاركا رئيسيا في تجسيد وتأكيد الجهود الدولية الأممية، التي لولا قوة وأمان واستقرار وثقافة مصر، مع تعزيز القيادة والدولة المصرية بأدوارها، وهي- أي مصر- لديها فرصة فريدة لتحويل الموارد والأهداف نحو حلول اجتماعية واقتصادية، تدعم وعي وصمود الشعب المصري، في كل مرافق الأعمال والصناعات، والتجارة والتنمية الشاملة، أضافة إلى تعزيز قوة مصر والجيش المصري، بحيث تصبح الدولة المصرية، نقطة ارتكاز، تحقق نظرة مستقبلية حقيقية.، ليكون استقرارها، علامة ونقطة مضيئة لكل جوار مصر في آسيا وأفريقيا والعالم، فهي الدولة المعززة الكبرى، التي تقوم سكانيا، ثقافيا، أمنيا، إعلاميا، عربيا واسلاميا، من حضن حقيقة جوهرية، فعدد سكان جمهورية مصر العربية، وصل العدد الإجمالي إلى يوليو 2020 102,352,332نسمة، باتوا صناع مجد متوارث، وحضارة عريقة، تثير البشرية تغنيها، مثلما لمصر ثقافته، هذا الجسر التنويري، و المعرفي الأزلي، وهو الذي يبدع اليوم، يدا بيد مع قيادته وحكومة لتأكيد استمرار الحياة الكريمة والتحدي لكل الصعاب وتداعيات أزمات العالم، وبالذات الحرب الروسية الأوكرانية، وأثرها على الاقتصاد الدولي، والتضخم والركود والاستقرار النقدي، والتجارة والأعمال، واستمرار تحدي التنمية المستدامة.
.. من علامات طريق الاستجابة والتحدي، تلك النهضة المأهولة في مجال العمران، وتأسيس البنية التحتية المعاصرة، أمنيا ورقميا، وتكوين المستقبل للأجيال المصرية كافة، استنادا لما في وعي القيادة المصرية من تميز وصبر ومقدرة على تخصيص، سبل ديمومة الحياة الكريمة وثبات قدرة الشعب المصري على مواصلة التنمية الاقتصادية وفتح الأسواق الجديدة، وحفظ واستقرار القوى الوطنية المصرية في المجالات كافة، برغم أزمات العالم التي تركت بصماتها الصعبة، لكنه صبر ابن مصر، الذي يؤمن باستمرار القوة الذاتية التي تبني الاستقرار.. وتبدع التحدي…
.. مصر تتوسط قارات العالم، تزرع لحظات التراث البشري وتبدع استقرارها في اي اتجاه، لكنها في ظل البلاد العربية والإسلامية، وقوة واستقرار جوارها، تكون مصر الأمة، من حدودها في آسيا وأفريقيا وهي من الدول الأفريقية التي تحظى بموقع متميز جغرافيا، في دولة سيادتها مستقلة، مستقرة، تقع مصر في قارة أفريقيا، وتشارك مصر في الحدود البرية مع ليبيا، والسودان، وفلسطين، وقطاع غزة، ولها حدود مائية على طول البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، كما أن موقع مصر الاستراتيجي على حدود إفريقيا، وأوروبا، وآسيا جعلها قوة عالمية واقتصادية مهمة، مما جعلها تتمركز وسط العالم وتربط تلك القارات الثلاث لتصبح قوة استراتيجية كبيرة.
.. حققت الدولة المصرية سبل الاستقرار والتشاركية مع كل اقتصاديات وتراث، وأمن وأمان المنطقة والإقليم، فهي:
* أولا:
استقرار الدولة وبنية الاقتصاد والجيش والعمران، والاكتفاء، وديمومة الحياة الكريمة.
مصر تتمتع بثاني أكبر اقتصاد في الدول العربية، إلا أنه يعاني من مشاكل كثيرة كباقي الدول النامية المجاورة لها.
*ثانيا:
الاقتصاد المصري يتميز بتنوع، إذ يرتكز على قطاعات مختلفة ومتنوعة، وأهمها الزراعة، والصناعة، والمصادر الطبيعية.
* ثالثا:
استقرار يقدم لعالمنا حيوية الإعلام والتنمية الثقافية، فالإنتاج الإعلامي، ومؤسسات من مصادر الدخل القومي لمصر.
*رابعا:
تشكل النظرة والترويج السياحي، من علامات استقرار الدولة، وتشمل السياحة من أهم وأكبر القطاعات المنتجة والتي تفتح استقرار الأيدي العاملة والصناعات الإبداعية، التي يعتمد عليها دخل مصر.
*خامسا:
أهم معالم الاستقرار السياسي في مصر، ونظرتنا له، ان وجود قناة السويس، بات محفزا، ومن ثاني أهم مصادر الدخل القومي لمصر بعد السياحة.
*سادسا:
بتعزيز الأمن والاستقرار في مصر التي تواجه العديد من التحدّيات الاجتماعية والاقتصادية، وتبدع في صياغة مستقبل البلاد، ولكنها تدخل في صراع مع قوى التطرف والإرهاب في بعض التجمعات في وغير مكان، في سيناء، وضمن خطط الدولة والتي تتمتع بجيش حر، متماسك، قوي، فتقوم بتطهير أي مجال يأتي منه الإرهاب.
*سابعا:
في لغة الاستقرار محبة وطنية وقومية، يمكن تحليل الجوانب الأساسية للعلاقات بين مصر المستقلة والبلاد العربية وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وهي علامات دعم استقرار مصر وازدهارها، في كل المجالات، برغم التضخم على المدى البعيد، وهو طموح وعمل وطني يسخر كل قوة مصر من أجل عوامل البناء والتنمية.
.. وتعيشي يا مصر، نبضك، سر قوتنا، بك ومعك نبقى في استقرار دائم، لهذا مصر قوة.. قوتها بشعبها ورئيسها المجتهد، المقدام، الزعيم الذي، يتحرك لصنع المستقبل اولا، واستحقاق التنمية والعيش الكريم.
.. لهذا مصر أمانة وشعبها، ونيلها ماء المحبة والجمال، فيه نبع استقرار وديمومة.