بلال أبو الهدى
تاريخ الحروب بين أهل الأرض “فلسطين” الفلسطينيين واليهود “المحتلين” ومن معهم ممن ساعدوهم على احتلال فلسطين وقتل وتشريد اهلها في عام 1948 “عام النكبة” وفي عام 1967 “عام النزحة” سجل الكثير من الإحباطات عند الفلسطينيين. ومع ذلك لم تنكسر عزيمتهم ولا إرادتهم ولا شكيمتهم ولا تصميمهم على الإستمرار في المطالبة في حقوقهم والمقاومة من أجل إستعادة أراضيهم وحقوقهم المسلوبة خلال اكثر من خمس وسبعين عاما. وأي شعب هذا الشعب؟! ومن أي نوع من البشر؟!. لقد بدأوا المقاومه بالأيدي، بالحجارة، بأجسادهم العارية، وبالسلاح الأبيض. وبعد ذلك بدأوا بشراء البواريد والمسدسات وعمل قناني المولوتوف وبتطوير بعض المتفجرات المصنوعة يدويا واستيراد بعض الأسلحة الرشاشة من الدول الشرقية مثل الكلاشنكوف وغيره (من الإتحاد السوفياتي سابقا وروسيا حاليا). وبعد تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات “ابو عمار” بدأوا بإرسال بعض أفرادهم في بعثات دراسية للدراسة في التخصصات الهندسية والتصنيعية وغيرها في بعض الدول الإسلامية والعربية والأجنبية وتخرج منهم الكثير وبدأوا في خدمة قضيتهم. وأرسلوا الكثير من أفرادهم للتدريب على التصنيع العسكري والحربي في بعض الدول الإسلامية والعربية والأجنبية وصبروا على ذلك السنين الطويلة. الا أن أهل غزة بقيادة مؤسس حركة حماس إستمروا بجد وثبات في تطوير أنفسهم بشكل مستمر وواصلوا الليل مع النهار الى أن نجحوا في تطوير صواريخ ومقذوفات قصيرة المدى ثم متوسطة المدى ثم طويلة المدى وهذا ما تمتلكه الآن قوات حماس وقوات الجهاد الإسلامي وما تم استخدامه في معركة طوفان الأقصى وحتى تاريخ كتابة هذه المقالة ونشرها. واستمروا في التفكير في تطوير أنفسهم لتقليل الفرق الواسع بينهم وبين دولة الكيان في التسليح نوعا ما فصنعوا المسيرات وذلك لأن الفجوة كبيرة جدا جدا في السلاح الجوي (الطائرات الحربية) بينهم وبين دولة الكيان الصهيوني ولا يمكن تجسيرها إلا بالحصول على مثل تلك الطائرات أو من يضاهيها من الدول الصديقة لهم. علاوة على الحاجة الماسة إلى مطارات ووجود طيارين حربيين مدربين عندهم لقيادة تلك الطائرات ومقابلة الطائرات الحربية الإسرائيلية والهجوم بالمثل على مواقع داخل دولة الكيان. ولا ننسى تفوق إسرائيل عليهم أيضا بالقوات البحرية الحربية إلا أن هذا الموضوع يمكن السيطرة عليه بالصواريخ أو بالمقاتلين البرمائيين. نعم، سيطرت قوات حماس والجهاد الإسلامي على أرض المعركة في قطاع غزة بريا تماما وهزمت الجيش الإسرائيلي ومن معه من متطوعين من ضباط وجنود دول الناتو وفي مقدمتهم أمريكا. إلا أن سلاح الطيران القوي جدا دمر أكثر م %60 من مقدرات قطاع غزة تماما وقتل حوالي أربعون ألفا من الأطفال والنساء وكبار السن العزل وجرح اكثر من 77 الفًا من سكان غزة وهجر حوالي 2.3 مليون من سكان غزة من شمالها ووسطها إلى جنوبها في رفح. ولكن السؤال الذي يتبادر لأذهان كثيرا من الناس: لو أن الصين وكوريا الشمالية وروسيا قرروا جميعا لبعض حاملات طائراتهم التمركز قريبا من شواطيء غزة وسمحوا لطياري حماس والجهاد الإسلامي إستخدام طائراتهم المتبرع بها لهم لمواجهة الطائرات الإسرائيلية ومهاجمة مواقع حساسة داخل دولة الكيان ماذا سيحصل في هذه الدولة وقادتها والمتطرفين فيها؟!.