أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
انجاز : إن نعم الله علينا بل نعمة واحدة من نعم الله علينا لا تعد ولا تحصى كما قال (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (النحل: 18)).
لو ذكرنا نعمة البصر وحدها وما يعود علينا منها من فوائد لا تعد ولا تحصى فعن طريق نعمة البصر نرى الأم والأب الإخوة والأخوات وبقية الأقارب والأصدقاء والجيران والمعارف وكل من حولنا على الآرض وفي السماء من أشياء خلقها الله لنا … إلخ، ونتعرف عليها. كما اننا نستطيع أن نتعلم ونقرأ ونكتب ونرى طريقنا إلى أي عنوان ونعود إلى منازلنا، كما نستطيع أن نرى السماء والقمر والشمس والنجوم ونرى الليل َالنهار والجبال والأودية والهضاب والمزروعات والخضروات والفواكه وجمال خلق الله اجمع من الأزهار والورود والأنهار والبحيرات البحار والأسماك والفراش والأمطار والثلوج … إلخ.
فكيف لو عددنا فوائد ونعم بقية الحواس عندنا؟! ألا يستحق خالقنا ان نحمده ونشكره دائما وأبدا؟!. ولو حمدناه وشكرناه على ابسط نعمه علينا ولو قلنا اظافر أصابع ايدينا وارجلنا التي كلما كبرت نقلمها ونلقيها في حاويات وسلات المهملات لا نجزيه. فكيف لو عددنا نعمه العديدة والمتنوعة الأخرى علينا من كمال الخلقة وجمالها ووسامة الجسم و … و ََ… و …. إلخ ومحبة الناس والرزق والعلم والفهم ورجاحة العقل وتفضيل بعض الناس على بعض (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (الأنعام: 165))؟!. ألم يقل الله لنا (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (ابراهيم: 7))؟!. وما الذي يمنعنا ان نشكر الله بإستمرار حتى يزيدنا من نعمه؟!، وان لا نكفر بنعمه عن طرق عدم المحافظة عليها بإلقاء ما يزيد من أطعمة من مختلف انواعها في سلات المهملات؟!، او ننظر إلى ماحرم الله او نسعى لعمل يغضب الله علينا؟!. علما بأن الله خلقنا ويعلم ان قليلا منا الشكور (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (سبأ: 13)). ألم يقل العزيز الجبار (مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا، وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ(النساء:147، الأنفال : 33))؟!. فنسأل الله أن يجعلنا من عباده الحامدين الشاكرين حتى يزيدنا من نعمه، وان نكون من المستغفرين حتى لا يعذبنا مثل ما عذب غيرنا من الأمم بغلاء الأسعار ونزع البركة من كل شيء وإبتلائهم بالأمراض والفتن ما ظهر منها وما بطن.