ما إلك دخل نبّهني أولادي إلى قضيّة خطيرة لم أستطع للآن حلّها ولا أعتقد بأنني قادر على حلّها. وهي: متى نتدخّل في شؤون من حولنا ومتى لا نتدخل؟ أولادي ككل أولاد الدنيا يتهاوشون ويتناكفون ويجاكرون ويأتيهم مزاج الزفت ومزاج اللفت..!
أولادي يطلبون منّي أن أنبّه عليهم فرداً فرداً ألا يتدخل أي واحد منهم في شؤون الآخر. أطعتهم ونبّهت: يا بابا ما تدخّل في أُختك ؛ يا بابا ما تدخّلي في أخوكِ. بعد فترة اكتشف أن أحدهم ارتكب خطأً أو تقصيراً فيكون عذره: مهو ما نبّهني وما حكتلي..! ليش ما نبّهتيه يا بابا؟ مهو طلب ما أتدخل فيه..!
العجيب ليس هنا بل عندما يتدخل أحدهم في شؤون الآخر ويكون سبب تدخله هو أن يمنع أخاه الأوّل من التدخل في شؤون أخيه الثاني فيقول له الأول: ما إلك دخل؛ فيرد الثاني: بل له دخل ونُصّ. في حين أن الثاني يرفض أن يتدخل فيه أحد عندما يريد أن يفعل شيئاً ولا يريد أن يمنعه أحد؛ والأول أيضاً يرفض تدخل الثالث ..!
الحاصل دوامة ؛ لا تعرف متى لك دخل ومتى ليس لك دخل..أولادي جامعة عربيّة.. يتدخّل فيها كلّ شرور الأرض؛ لكن ممنوع ممنوع أن يتدخّل فيها أصحاب قضيتها وأهاليها..!