علاء القرالة
النتائج المالية التي اعلنت عنها شركة البوتاس العربية مؤخرا تؤكد على أمرين ؛ أولهما وأهمهما هو أن الشركة بدأت تتخذ مساراً جديداً غير تقليدي من خلال التنوع في المنتجات وإعادة تحويلها وتطويرها مستغلة بذلك ارتفاع الأسعار العالمية وارتفاع الطلب على منتجها ، والأمر الآخر يؤكد على أهمية قطاع التعدين في المملكة والفرص المتاحة أمامه ودوره في نمو الاقتصاد الوطني ، وهذا ما ركزت عليه رؤية التحديث الاقتصادي .
“البوتاس العربية” ليست وحدها من حقق نتائج مميزة منذ بداية العام، غير أنها تعلن في كل مرة عن انطلاقة جديدة ورؤية استراتيجية تنصب على إقامة مشاريع توسعية وتحويلية مساندة لتساهم في مضاعفة القيمة المضافة المستخلصة من مادة البوتاس ، وترفع من مساهمة قطاع التعدين في الناتج المحلي الاجمالي لتقود هي وغيرها من شركات التعدين معدلات النمو الى الارتفاع وزيادة قدرتها على التشغيل وتوفير فرص عمل للأيدي العاملة في المملكة وتساهم في رفد المملكة من العملات الصعبة من خلال زيادة تنافسيتها التصديرية لكثير من دول العالم بمنتجات متنوعة بإعادة تحويل البوتاس إلى منتجات قيمة يتم تصديرها وبيعها في الاسواق العالمية .
النتائج الإيجابية للشركة ستنعكس وستساهم في دعم الاقتصاد الوطني من خلال رفع مدفوعات الشركة لخزينة الدولة من رسوم وضرائب وعوائد تعدين وبنسبة 155% عن ذات الفترة من العام الماضي ورفع العملات الأجنبية الموردة من قبل الشركة بنسبة 103% أي ما يقارب 2 مليار دولار مقارنة مع مليار دولار خلال ذات الفترة من العام الماضي بالإضافة إلى أنها ساهمت في رفع نسبة الصادرات الوطنية الى معدلات كبيرة ومضاعفة عن العام الماضي ، ورفعت من قيمة المنتجات التي تنتجها من خلال الشركات التي تنبثق عنها الى ما يقارب 88 مليون دينار مقارنة بـ 56 مليون دينار خلال ذات الفترة من العام الماضي وبزيادة نسبتها58% ، وتعكس صورة ايجابية عن بيئة الاستثمار الاردنية ما سيحفز الكثير من الشركات العالمية للاستثمار في قطاع التعدين في المملكة ، وهذا ما تتطلع اليه رؤية التحديث الاقتصادي للأعوام العشرة المقبلة لرفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الاجمالي إلى أكثر من النسبة الحالية البالغة 2.2% ورفع قدرته على التشغيل .
“البوتاس العربية” حاليا ونتيجة للنتائج الإيجابية التي تحققها تبحث مع شركات عالمية ومحلية متخصصة في عدة مجالات لعقد شراكات استراتيجية بهدف تنويع إنتاج الشركة من الأسمدة والمعادن الأخرى ، ومن الأصناف المختلفة من مادة البوتاس والتركيز على الأصناف ذات الهوامش الربحية العالية كالبوتاس الحبيبي الأحمر الذي يتيح للشركة الدخول إلى أسواق جديدة ذات عوائد ربحية مرتفعة مثل السوق البرازيلي والسوق الاسترالي ، ولتحقيق هذه الغاية تخطط الشركة الى التوسع في الانتاج للوصول الى زيادة كميات الإنتاج بواقع (220) ألف طن سنوياً.
يثبت قطاع التعدين وكما قطاعات اقتصادية أخرى في كل مرة متانة الاقتصاد الوطني وتنافسية البيئة الاستثمارية في المملكة ، وتوجه رسالة مهمة للجميع مواطنين ومستثمرين ورجال أعمال بأن الأردن وجهة فضلى للاستثمار بالرغم من مختلف التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي .