محمد اكرم خصاونه
لا أدري من اين ابدأ يا شيخ بما جاء في خطبتك بالإمس ، لإنك اعطيت للعالم بأننا شعب متسول ، يبحث عن فتات أقوام ، هم لنا أخوة وعزوة، ولم يقصروا علينا ولم يبخلو بمد يد العون من تلقاء أنفسهم ، حينما كانوا يجدون لزاما لذلك، هم وقفوا معنا ، وأعطونا ، ولكنهم أحسوا بعدم مصداقية من يعطون ، لإنهم كانوا يريدون رؤية على الواقع لمشاريع تبنى وإستثمارات تعود بعوائد وفوائد على الشعب والوطن ، وهم مدركون بأن الكثير من أموالهم كانت تذهب لجيوب وتختفي!!؟؟
فهل كان من الضروري يا شيخ أن تظهرنا بمظهر الشحادين المتسولين وأننا لا نملك قوت يومنا؟
عشت في الخليج ردحا من الزمن وعملت فى مجال التعليم ، وكانواينظرون لنا كأردنيين بعين الإحترام والتقدير ، لإننا كنا نعمل بجد وإخلاص وتفان ، فالإردني مفضل على غيره حين يقع عليه الإختيار للعمل هناك.
فلماذا أظهرتنا بهذه الصورة القاتمة أمام العالم؟
كان من الأجدى ياشيخ أن تدعو أولي الأمر لجلب الفاسدين ومحاكمتهم واسترداد ما نهبوه وهي تكفي لخلل الموازنة التي تتأرجح منذ زمن ولا تقوى على النهوض.
كان بإمكانك نصح اصحاب الرواتب العالية من وزراء وأعيان ونواب ومدراء هئيات التقليل من سفراتهم ومياوماتهم، ورفد الموازنة بجزء منها .
كان بإمكانك يا شيخ حث كبار الموظفين من مدنيين وعسكريين من العاملين والمتقاعدين من التبرع لا اقول نصف ولا ثلث ولا ربع رواتبهم بل ((عشرة دنانير)) شهريا لمدة عام لسد بعض الخلل في موازنة الدولة المتردية منذ زمن.
كان بإمكانك ياشيخ ان تكون القدوة انت وتأخذ على نفسك عهدا بالتبرع انت أولا لتكون لهم القدوة , وليسيروا على نهجك فتصرح بما تود التبرع به علنا ليسيروا على نهجك.
كان بإمكانك ياشيخ الطلب بتفعيل صناديق الزكاة والمحافظة على أموالها وإيصالها لمستحقيها.
كان بإمكانك ياشيخ ان تستنهض همم من ماتت همهم من تجار الوطن بعدم رفع الأسعار وإستغلال حاجة المواطن لكسب زائد يفوق قدرة المواطن الغلبان.
كان بإمكانك الدعوة للمحافظة على أموال الوطن وعدم العبث بها ونهبها وسرقتها حتى لا نرجع كما كنا. كان وكان وكان……………..