من أجمل المبادرات الإنسانية الرائعة والصادقة في نفس الوقت ،هي تلك التي سطّرتها فتيات جامعة الأزهر كلية الطب الدفعة الحادية والخمسين حيث قامت تلك الطالبات بجمع مبلغ لشراء جهاز للغسيل الكلوي وتقديمه لمستشفى جامعة الأزهر بدلاً من عمل حفل التخرج لهن ، فبهذا الفعل الجميل صنعن تاريخاً مجيداً يُكتب بماء الذهب … فهذه المبادرة الجميلة تسوقنا للحديث عن محورين هامين ، يتمثل الأول في تلك المبالغ الهائلة التي تُدفع من أجل عمل حفل التخرج والتفنن في دفع وصرف المال على أشياء ما انزل الله بها من سلطان ، وعلى قول : شو ابنا بفرق عن ابن فلان ، وبشو بنت فلان أحسن من بنتنا … (طيب مهي بنت فلان وابن فلان اللي بتحكي عنهم، أبوهم معه ملايين) مما يجبر الأب المسكين والذي ما أنهى أبنه الجامعة وتَخرّج الا ووصل إلى الحديدة ، حتى قطعة الأرض اللي عنده باعها ، غير القروض الجامعية والقروض الحسنة من البنوك ، والعمل الإضافي الشاق الذي يعمله بعد الوظيفة … بالنهاية بيجي الابن أو البنت معهم الأم بدهم يعملوا حفلة تخرج على مستوى رفيع … (فبدها شوية رحمة). أما الأمر الآخر هو ما يخص المبادرات الإنسانية التي تحدث ما بين الحين والآخر ، والتي يُعلنها و يطلقها أصحابها و تكون معظمها بعيدة كل البعد عن العمل الإنساني والتي تتلخص وتصب لمصلحة صاحب تلك المبادرة للحصول على مئاربه الخاصة والتي تُركز على التصوير والتلميع على حساب الفقير والمحتاج وتلك الفئة المستهدفة من تلك المبادرة … فمن الطرائف الجميلة التي حدثت مع بعض أصحاب المبادرات، والذي أعلن فيها عن تقديم مساعدات وطرود غذائية ( طبعاً قبل الانتخابات بأكم شهر) في إحدى القرى ، وفعلاً بدأ التصوير والبث المباشر قبل التوزيع ، فجاء أحد أبناء الحي الشمالي من القرية يدعو صاحب المبادرة والعمل الإنساني لتوجيهه إلى أبناء حارته الفقراء كون أبناء ذاك الحي هم الأكثر حاجة وأكثر فقراً ،ليتفاجأ برد صاحب المبادرة بأن الحي المذكور لا يوجد به تغطية ولا نستطيع التصوير والبث المباشر فيه ، ووعده بأن ينتقل إليه (الحي الشمالي) لتقديم المساعدة حال تركيب برج اتصالات و تقوية بث . وقال شو : الولد حاب يعمل حفلة على مستوى بس يتخرج ويجيب خليل حوشان واحمد قسيم ، وبده يطعم أهل القرية كباب … يا رجل مهو آخر سنتين درستهن عن بعد، على شو الحفلة …