ينال البرماوي
يسجل لمؤسسات قطاع خاص مبادراتها التي تستهدف المساهمة بالحد من البطالة وتوفير عمل وخاصة في المجالات المهنية والحرفية وتلبية احتياجات بعض القطاعات من الأيدي العاملة المحلية المؤهلة اضافة الى اطلاق مناصات للتوظيف ومساعدة الباحثين عن العمل وأصحاب الأعمال على حد سواء .
غرفة صناعية وتجارية أخذت زمام المبادرة بتأسيس أكاديميات خاصة بها لغايات التدريب والتأهيل للأيدي العاملة ووفق احتياجات سوق العمل وخاصة القطاعات التي تمثلها و غرف أخرى ستتخذ خطوات مماثلة خلال الفترة المقبلة انطلاقا من الدور المناط بالهيئات التمثيلية للقطاع الخاص والتزاما منها بالمسؤولية المجتمعية ومساعدة أصحاب العمل على تأمين احتياجاتهم الوظيفية .
التوسع بهذه المبادرات لتشمل كافة المحافظات ضرورة وطنية لتعزيز الجهود المبذولة للحد من البطالة وتخفيض نسبتها التي ما تزال على ارتفاع وسجلت 23.1% للربع الثالث من العام الماضي وبواقع 20.5% للذكور و33.1% للاناث.
وجود أكاديمية أو أكثر للتدريب والتأهيل في كل محافظة يتيح المجال لتأهيل المتعطلين عن العمل وفق احتياجات السوق في كل منها باعتبار أن الفرص الوظيفية المطلوبة في كل مدينة تختلف الى حد ما عن الأخرى وبالتالي لا بد من توجيه تلك الأكاديميات لتنفيذ برامج تدريبية بناء على خطط مدروسة وربطها بسوق العمل من خلال التشبيك مع منصات التشغيل في تلك الغرف أو مؤسسات القطاع الخاص الأخرى .
ويمكن التشبيك أيضا بين تلك الأكاديميات في المحافظات وبرنامج التشغيل الوطني ومؤسسة التدريب المهني في ضوء النجاج الذي تحقق بتأهيل أعداد كبيرة من الشباب والفتيات وتوفير آلاف فرص العمل في مختلف المجالات سيما مع الاقبال على التدريب والتأهيل.
بالقدر الذي يتم فيه التوسع ببرامج التدريب والتأهيل للأيدي العاملة الأردنية وفقا لاحتياجات سوق العمل ومراعاة احتياجات الأنشطة الاقتصادية والخدمية وأصحاب العمل واخراجها بشكل مدروس تتكامل الجهود الهادفة لتشغيل الأردنيين والحد من البطالة بنسبة كبيرة وليس من المستحيل تخفيضها لمستويات متدنية جدا خلال زمن قياسي بالتماشي مع مستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي بتوفير مليون فرصة عمل على مدار العشر سنوات المقبلة وبواقع 100 ألف سنويا.
وزارة العمل تقدر عدد المتعطلين عن العمل حاليا بحوالي 450 الفأ وأعداد العمالة الوافدة تصل الى حوالي مليون شخص في مختلف القطاعات وفي حال التمكن من احلال ولو ثلث الأيدي العاملة المحلية مكانها تنخفض نسبة البطالة بشكل كبير وبشعور متقائل قد تصل الى ما دون 5% اذا ما تم تشغيل حوالي 300 الف خلال فترة قصيرة.
ويعزز نجاح أكاديميات التدريب تلاشي ثقافة العيب فأصحاب المؤهلات العلمية يقبلون اليوم بالعمل في وظائف أقل من مستوياتهم التعليمية كالخدمات الادارية المساندة وحتى الفتيات يعملن في محطات المحروقات .والبلديات مثال واضح على استعداد الأردني للعمل في أي مجال كالنظافة وغسيل السيارات وأعمال الحراسة وغيرها.