بلال أبو الهدى
لقد عادى قادة الدول الأوروبية وشعوبها بأجمعها ا ل ي ه و د ولعقود وربما لقرون من السنين وطردوهم من بلادهم لأكثر من مرة. فلنأخذ نبذه عما حدث ل ل ي ه و د في الدول الأوروبية، عاش اليهود في فرنسا منذ العصور الوسطى المبكرة على أقل تقدير وكانت فرنسا معقلًا للتعليم اليهودي في أوروبا في العصور الوسطى، لكن اضطهاد اليهود تزايد مع مرور الزمن، إذ طُرد اليهود من موطنهم وعادوا إليه عدة مرات على مدار العصور الوسطى. أضحت فرنسا أول دولة أوروبية تحرر اليهود في القرن الثامن عشر أثناء الثورة الفرنسية، تصاعدت معاداة السامية وانخفضت عدة مرات في تاريخ فرنسا، حيث بلغت ذروتها في تسعينيات القرن الثامن عشر كما هو واضح في قضية درايفوس، وفي أربعينيات القرن العشرين في ظل الاحتلال النازي الألماني وفرنسا الفاشية. وعندما أصبح بعض اليهود بارزين في الأعمال المصرفية وإقراض الأموال ولأن المسيحية لم تسمح بإقراض الأموال بسبب الفوائد، أدى ذلك إلى طرد اليهود من عدة دول أوروبية بما في ذلك فرنسا وألمانيا والبرتغال وإسبانيا خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر. فاليهود الذين كانوا حاضرين موت يسوع المسيح والشعب اليهودي ككل ارتكبا هذه الجريمة معًا، وإلى الأبد، خطيئة القتل الديني اليهودي أو القتل الإلهي في عقيدة المسيحيين على مدى 1900 سنة من التاريخ المسيحي اليهودي. أدت تهمة القتل الديني اليهودي لسيدنا المسيح عليه السلام إلى الكراهية والعنف ضد اليهود وقتلهم في أوروبا وأمريكا. بحلول خريف العام 1943 كان معظم يهود بولندا قد تم تصفيتهم، وفي الفترة نفسها اكتسبت حملة ترحيل اليهود وإبادتهم في باقي الدول الأوروبية المحتلة زخما هي الأخرى، حيث استمرت حملات الترحيل إلى الشرق من كل من ألمانيا والنمسا وبوهيميا ومورافيا. أما يهود سلوفاكيا فكانوا ضمن الدفعة الأولى للذين تم ترحيلهم إلى بولندا بدءا من آذار العام 1942، فتم ترحيل ما يقارب الثلثيْن من يهود تلك البلاد البالغ عددهم اكثر من 90 ألف شخص إلى بولندا، حيث تعرضوا للقتل. وجرى ترحيل عدد آخر من اليهود ويبلغ حوالي 13 ألفا بعد فشل الثورة الوطنية السلوفاكية في خريف 1944. أما يهود أوروبا الغربية فتم ترحيلهم في أوقات مختلفة بين صيف عام 1942 وسنة 1944 إلى معسكرات شتى أهمها معسكر آوشفيتس ومن فرنسا رُحّل معظمهم شرقا عبر المعسكر الانتقالي في درانسي، ويعود السبب في ذلك إلى تعاون بعض أجزاء من المجتمع الفرنسي مع الألمان خلال فترة احتلال فرنسا من قبل الألمان. وتم ترحيل أكثرية يهود هولندا عبر فستربورك فيما جرت عملية ترحيل إخوانهم البلجيكيين عبر ميخلن. وكان نصيب اليهود الاسكندنافيين مختلفا، حيث تمكن معظم يهود الدانمارك ونصف عدد يهود النرويج من الوصول إلى السويد بسلام، وبقيت الطائفة اليهودية الفنلندية الصغيرة في أماكن سكناها في فنلندا. وجرى ترحيل ما يقارب ثلثيْ يهود لوكسمبورغ الذين بلغ عددهم 3500 شخص. وفي إيطاليا تم اعتقال الآلاف من اليهود في معسكرات محلية، حيث مات في المحرقة نحو 7500 من أصل ال57 ألف يهودي القاطنين في إيطاليا عشية الحرب العالمية الثانية. وفي المناطق الأوروبية الأخرى لقيت طوائف يهودية مختلقة مصائر مختلفة، حيث عوملت مجموعات مختلفة من اليهود معاملة مختلفة من قبل الأنظمة المحلية. ففي رومانيا وبلغاريا كان معظم من قتل من اليهود سكان أراض اكتسبها البَلدان خلال الحرب، حيث نجا يهود بلغاريا ما قبل الحرب من خلال مجهود مشترك بذله القادة اليهود والبلغار، بينما تولى الألمان ترحيل اليهود سكان مقدونيا وتراكيا إلى معسكرات الإبادة بالتعاون مع النظام البلغاري. وقام الرومانيون بقتل أعداد كبيرة من اليهود في المناطق التي كانوا يحتلونها (بيسارابيا وبوكوفينا وترانسنيستريا)، ولكنهم استبْقَوا غالبية اليهود سكان الأجزاء الوسطى من بلادهم والمعروفة باسم ريجات (وهي المملكة الرومانية القديمة). أما يهود ترانسلفانيا الشمالية وهي منطقة تخلى عنها الرومانيون تحت ضغط من الألمان ليتم تقديمها للهنغاريين، فقد لقوا نفس النصيب المروع الذي طال يهود هنغاريا الذين قتل قرابة ثلاثة أرباعهم خلال ال14 شهرا الأخيرة للحرب وبالتعاون مع النظام الهنغاري. وأرسِل غالبية يهود اليونان بمن فيهم الطائفة اليهودية الكبيرة لمدينة سالونيك إلى معسكرات الإبادة خلال ربيع وصيف عام 1943، علما بأن بعض الدفعات منهم تم توجيهها لبولندا في موعد متأخر نسبيا هو صيف سنة 1944. وفي يوغوسلافيا التي أقدم الألمان على تقطيع أوصالها، كان نظام الدمى الذي رأسه استازا في كرواتيا ضالعا في عملية القتل حيث كان معظم اليهود وتم القضاء عليهم بحلول ربيع العام 1943. وفي بلاد الصرب تم قتل اليهود بأيدي الألمان، وجرت العملية في الكثير من الأحيان من خلال شاحنات الغاز. أما على امتداد شواطئ الأدرياتيك والتي كان الإيطاليون يحكمونها، فقد نجا جميع اليهود تقريبا من الموت. لقد قدمنا نبذة عن قتل وتعذيب وطرد اليهود من أوروبا الشرقية والغربية، فالسؤال الذي يجب الإجابة علية من قبل قادة اليهود وهو: لم يفعل رسول الله محمد بن عبد الله ﷺ والعرب والفلسطينيون في ا ل ي ه ود ما فعله قادة الشعوب والشعوب الأوروبية، ولماذا تم تجاوز كل ذلك العداء بين قادة ا ل ي ه و د وقادة الدول الأوروبية وغيرها ولم يتم تجاوز العداء بين قادة ا ل ي ع و د وقادة الدول الإسلامية والعربية والفلسطينيين بشكل خاص حتى وقتنا الحاضر؟!. أمر عجيب للغاية، نريد من أبناء عمنا قادة ا ل ي ه و د الإجابة على هذا السؤال وأن لا يدعوا قادة الدول الأجنبية في العالم يمتطوا سرج هذا الخلاف للأبد.