عيسى محارب العجارمة
– عنوان المقال هو سهم الكاتب الفضي، للنفاذ القاتل لقلب القارئ أو المتلقي، وتغيير الأفكار السامة هو عملية قتل تامة الأركان، بالقلم والدواة ومنفضة الحبر، وأشد تنكيلا من مقتلة السيف والسهم فضيا كان أو صدئا، وكان من الأجدى أن يكون عنوان مقالتي هذه متاعب الرزاز وماكرون، نظر لما يجري من تظاهرات صهيوامريكية، بساحات باريس أو بساحات مستشفى الأردن على الدوار الرابع بعمان.
نعم أنا آثرت التلاعب بالعنوان القاتل، كمقاتل أعلامي بارع في كتيبة الوطن الأردني الهاشمي، فحورته لمتاعب الرزاز وتريزا ماي، كون الأخيرة تعاني من متاعب اقتصادية واجتماعية فقط لا غير، عكس المتاعب الحربية التي يعاني منها السيد ماكرون مع السترات الصفراء.
مقالي هذا عبارة عن عملية قتل رحيم وتسلل قومي وديني وسياسي، لداخل العقول الراقية من أبناء الملك، من متظاهري الدوار الرابع وساحات مستشفى الأردن، لينبذوا من بين صفوفهم المندسين من عملاء العميل الصهيوني الوضيع مضر زهران.
وأن تكون متاعبهم ومطلبيتهم الاقتصادية الاجتماعية متنفسا لهم ولوطنهم بتعبير حضاري راقي، يتضمن أشكالا للتعبير الوطني الناهض بما يليق وأردنيتهم العريقة، التي لا تشوبها شائبة من زنا ورجس مضر زهران وعصابته، مع عهر الصهاينة وأفكارهم الجهنمية لتدمير الأردن الهاشمي.
نعم أن قتل الأفكار السامة والحشائش الضارة بالعقول الراقية الشابة، هو ليس عمل جهاز المخابرات الوطني وأجهزتنا الأمنية المخلصة الوفية للملك والشعب معا وحسب، بل هي أيضا مهمة الأعلام الهادف، وأنا أحسب نفسي ليس أعلامي وحسب بل منظرا، والتنظير أعقد مليون مرة من الكتابة.
نعم أمتلك ولله الحمد مشروعا تنظيريا كاملا وليس قصرا بعبدون ودابوق، كمنيف الرزاز وميشيل عفلق وحسن البنا وصدام حسين المجيد ومفكري حركة فتح كأبو أياد وغيره، وغيفارا وماركس وكمال أتاتورك والحبيب بورقيبة وعشرات المنظرين غيرهم أمميا وقوميا، رغم تحفظي على مخرجات أفكارهم وطنيا وقوميا ودينيا.
يتفق تنظيري مع تنظير دولة المرحوم الشهيد وصفي التل مخرجا وكما وكيفا ونوعا وقيمة وأثرا. كما اتبنى مشروع الرواية الفاطمية للدولة الأردنية وتنفسها هواء نقيا يشرح رئتي بالرضا والقبول للتاج وصاحب التاج الهاشمي الأبلج الأغر عسى أن تلقى قبولا وثقة في أفئدة العقول الراقية من جماعة الإخوان المسلمين بالأردن.
تتقاطع متاعب الرزاز وتريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية حول خروج الأخيرة من البريكست أو مظلة الاتحاد الأوروبي، تحقيقا لمصلحة المواطن البريطاني في أن يحصل على المنفعة من كل جنية إسترليني من موازنة حكومة صاحبة الجلالة، بدل من دعم خزينة اليونان أو بقية دول القارة العجوز.
أما دولة الرزاز فأن متاعب المواطن الأردني لن يكون لها حلا جذريا ألا بالخروج الفوري من تحت مظلة جامعة الدول العربية والانكفاء الوطني وإعادة تتريكها كما فعل أتاتورك بتركيا، أو البحث عن بريكست شامي إقليمي يضم دول الهلال الخصيب فقط لا غير سوراقيا القديمة.
والنأي بأنفسنا عن الخليج المتآمر علينا دائما أبدا، وعن هذه المنظومة الإقليمية – الجامعة العربية – العفنة الجذور والأغصان، الضارة وطنيا على مدى تاريخ انضمام الأردن لها قبل ثمانون عاما أو اقل، فصفقة القرن التي يصفق لها ترمب ونتنياهو وكوشنير يبدو أن الجامعة العربية ودولها العربية التعبانة قد أخذت على عاتقها تفعيلها على حساب الأردن والقضية الفلسطينية.
ولتحقيق ذلك بدأ شريط تسخين الأحداث على الساحة الأردنية بساحة مستشفى الأردن بخطوط متوازية مع ما يجري في باريس لصرف الأنظار عن جريمة العصر بحق الصحفي خاشقجي ومفاعيل صفقة القرن، وليس من سبيل لذلك الا من خلال عواء مضر زهران وكلابه ودخول مجموعات الخول دحلان لساحات الرابع وتجلى ذلك في الهتافات المسيئة الجارحة هناك.
كان طرد باسم عوض الله من المشهد الوطني الأردني بداية شرارة الأحداث الحالية على الرابع، وكنت أتوقع السيناريو الأسوأ بهذا الخصوص، ولكن جلالة الملك هو الرجل الأقدر على المناورة في الإقليم والعالم، ويشكل اجتماعه في العقبة يوم أمس مع قائد الاستخبارات العسكرية الفرنسية مدخلا هاما للحل على الساحتين الباريسية والأردنية.
فور انتهاء الاجتماع الأمني الحساس أدرت قرص المذياع على أذاعه مونت كارلو الدولية الفرنسية، لتخرج علينا الأنباء القادمة من باريس بالحل الحاسم لمشاغبي السترات الصفراء والتعامل معهم عن طريق الجندرمة أي قوات الدرك الفرنسية وفق قواعد الاشتباك الأردنية بكذا حالات غوغائية ثورية مغرضة مشبوهة سواء في باريس وعمان.
أن هرولة باريس صوب عمان بكذا موقف ضاغط مفاجئ ليس بالأمر المفاجئ للمراقب الإعلامي الكيس الفطن – فرضا سيف الدولة أمر تشهاه الدول – فتسخين الجبهات الأردنية الفرنسية هو قرار أتخذ في عاصمتين إقليميتين عربيتين كما أسلفت لصرف أنظار العالم عن جريمة خاشجقي وتنفيذ مخطط صفقة القرن بشقها الأردني بناء على توصيات تلك العاصمتين الغبيتين وببركات عمالة مثلث الخيانة الصهيوامريكي عوض الله دحلان مضر زهران.
وختاما أقول لكل العرب أن الأردن الهاشمي وصل الى مرحلة تذكرنا بقصيدة شامت نجد للشيخ ساجر الرفدي بالقصة التراثية التالية والتي دارت احداثها قبل 200 عام في نجد :-
….. نعود إلى عبدالله الفيصل حيث توضح لنا الاحداث اشتداد غاراته على القبائل وتصبيحها في كل مكان بالوقت الذي كان فيه الشيخ ساجر الرفدي خارج نجد وهو ينظر إلى ما يحصل لهم من الاخذ والغزوات من قبل عبدالله الفيصل قبل وبعد توليه الامامه حيث استطاع ان يفرض سيطرة الدوله على الجميع ويصبح القبائل ويسيطر على نجد بالكامل وتشوم له طوعاً وكرهاً وفيها ذاع صيت الشيخ ماجد بن ملفي ابو ثنين(وبدان)وهو فارس وشجاع لعب دور كبير بالاحداث مع عبدالله الفيصل قبل وبعد توليه السلطه وهو ماقصده الشيخ ساجر الرفدي بقوله
دارن بها وبدان يامر وينهى/ والله ما يقعد بها كود مصخور
حيث عينه في مابعد وزيراً له عندها قال قصيدته المشهوره
الله مـــــــــــــــن عـــــــيــــــــن تـــــــزايــــــــد حـــــزنـــــهــــــا / والـــقـــلـــب مـــــــــن ضـــــكـــــات الأيــــــــــام مـــســـمــــور
مــــــــــــــن شــــوفـــــتـــــي دار تــــغـــــيـــــر وطــــنـــــهـــــا / مـــــــن عـــقــــب مــــانــــي دالــــــــه الــقـــلـــب مــــســــرور
دنــــــــــــــوا الــــحـــــمـــــراء ومــــــــــــــدوا رســــنـــــهـــــا / وهــــاتــــوا ذلــــولــــي وانـــســـفـــوا فـــوقـــهـــا الــــكـــــور
يـــامـــاحـــلــــى الــــمــــســـــلاف بـــــــــــــأول ظـــعـــنـــهــــا/ مـسـتــجــنــبــيــن الــــخــــيـــــل يـــبـــرالـــهــــن خـــــــــــــور
يـــــــــوم إنــــهـــــا نــــجـــــد وأنـــــــــا مـــــــــن ســكــنـــهـــا والـــــيـــــوم مــا يــســـكـــن بـــــهـــــا كــــــــــل مـــــمــــــرور
شــــــــــــــــــــــــــــــــــــامـــــــــــــــــــــــــــــــــــــت وأنا شمت عنها/ اللي يصبح به على شقت النور
وأنــــــــــا أحـــــمـــــد الله ســـــالـــــمٍْ مـــــــــــن شــطـــنـــهـــا/ ومـــكـــيـــفــــاً مــــابــــيـــــن عـــــــرعـــــــر وبــــالـــــقـــــور
دارن بــــــهـــــــا وبــــــــــــــدان يـــــــامـــــــر ويــــنـــــهـــــى والله مــايـــصـــبـــربـــهـــا كـــــــــــــــــود مــــــصــــــخــــــور
ويوضح ساجر ان سبب حزنه هو مايراه من احداث في نجد كان لها اثر في نفسه من الاقتتال ومايتعرض له ساكنيها من غزوات ويوضح انه كان يسكنها عندما كانت غير ذلك وانه الان لا يستطيع البقاء بها إلا من اجبر على ذلك خصوصاً وان (وبدان ) اصبح له فيها امر ونهي !!!!!!! وما أكثر وبدان اليوم بدنيا العرب سواء دحلان أو مضر زهران وأشباههم مع فارق كبير بين فروسية وبدان وخستهم ونذالتهم .
يبدو أن متاعب تريزا ماي رئيسة حكومة صاحبة الجلالة، ستنتهي فور خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أما متاعب حكومة صاحب الجلالة دولة عمر الرزاز، فلن تنتهي ألا بالخروج من مظلة الكيان الوهمي المسمى جامعة الدول العربية، وصولا للحل الجذري الذي سأكشف تفاصيله بالمقال القادم، والذي سيكون أذا تطورت الأمور على ساحة الرابع للأسواء – لا قدر الله – تحت عنوان (تل أبيب أقرب للملك من شراك نعله).