فارس الحباشنة
انا مع ايجاد بديل للتوجيهي .
رعب التوجيهي مازال يستوطن في حياة الاردنيين .
حالة ذعر وقلق ورعب كبير تصيب العوائل الاردنية بسبب التوجيهي .
و اولياء الامور يعرفون ان ابنهم مستواه الاكاديمي متدن ولا يتركون وسيلة الا ويستغلونها لكي ينجح بالتوجيهي .
و في نهاية كل امتحان تخرج الاتهامات وحروب الكلام، اسئلة صعبة ومعقدة من خارج المناهج .
بالطبع ، اسئلة الامتحان من الضروري ان تكون صعبة ، ومن الطبيعي ان هناك فروقات ومستويات بين الطلبة ، وان الطالب لا يجيب على كل اسئلة الامتحان .
اولياء الامور يبعثون ابناءهم الى تركيا والسودان وجزر القمر حيث لا مدارس هناك ، وليقدموا التوجيهي ويحصلوا على علامات عالية .
التوجبهي في دول أخرى طبعا حكاية اخرى . ومعادلاته يجب ان يعاد النظر بها ، فالطلاب هناك يدرسون مواد دينية فقط ، ولا يخالط المناهج اي مواد علمية وادبية، وغير ذلك .
و عدا عن الدروس الخصوصية ، يدفع ولي الامر الاف الدنانير على مادة دراسية ، ولكل مادة دراسية مدرس خصوصي ، واحيانا يستعينوا باثنين واكثر .
طالب التوجيهي يكلف عشرة الاف دينار واكثر .
نحن نعيش خدعة وكذبة اجتماعية اسمها التوجيهي .
التعليم مهم اجتماعيا ومن وسائل الارتقاء والتحول الاجتماعي .. ولكن ثمة ضرورة للتفكير ببدائل للتوجيهي وما ينتج من بطالة وشعور بالفشل ، والذهاب الى الجامعة لدراسة اختصاص يصنع منك عاطلا عن العمل ، وتنضم الى جيوش العاطلين عن العمل .
هناك فرصة ملحة لاعادة النظر في التعليم المهني ، واعادة النظر في اولويات سوق العمل ، وجدولة الاقتصاد الاردني ما بين المتاح والممكن .
عامل فني ، وتعليم مهني ، ودراسة فنية ومهنية .. واكذوبة ثقافة العيب اظن انها انسخلت من عقول الاردنيين ، والحاجة الملحة دفعت الناس الى البحث عن عمل مهما يكون .
اعلان وظيفة عامل وطن تقدم له مئات الاف من الشباب . وزارة العمل بالتاكيد لا تملك اي استراتجية عن العمل المهني .مهن كثيرة سرقها وافدون ، والاردنيون قادرون على الانخراط بها .
الاردني يعمل بالصيانة ويعمل مواسرجي وكهربجي وعامل محطة محروقات ، ويعمل مسؤول صيانة وفني تكييف وتبريد ، ويعمل طوبرجي وعامل بناء .
في مسالة التعليم والعمل القرار لا بد ان ياتي من فوق ، وبمعنى ادق عامودي من الاعلى الى الاسفل .. ومتى نخلص من التوجيهي ،و نخلص من جامعات تفرخ عاطلين عن العمل ؟
و متى يتوجه الشباب الى العمل المهني والتقني ؟ وتفتح الطريق لشباب باحثين عن الحياة الكريمة ، والاحترام الاجتماعي . ونتخلص من عقدة الشهادة الجامعية ومصانع انتاج البطالة والعاطلين عن العمل .
يكفي حقوقيون وصيادلة واطباء اسنان وخريجو علوم تربوية .. الاردن تحتاج الى الكثير والكثير ، ولربما نصل يوما الى خلق وظائف لاجيال من الشباب الاردنيين في مهن يسطو عليها وافدون .. ميكانيكي وكوافير وخبير تجميل وخبير طبخ وطهي وحلويات عربية وغربية ، وغير ذلك .