عاهد الدحدل العظامات
مجلس النواب…فشل وخيّبة أمل
في الوقت الذي يضيق به الحال على الاردن وأبنائه، هذه المرحلة الأصعب والأحنك والتي تحتاج لوقفة حقيقية للخروج منها بسلام وأمان، وذلك لا يكون إلا بتكاتف كل الجهود. نجد أن مجلس النواب يقف ضد الوطن بدلاً من أن يكون مُنحازاً له. إذ أن السادة النواب لا يخجلون أبداً وهم يجلسون تحت قبة الشعب يناقشون مطالبهم ويغضبون لمصالحهم، ويحاولون بذريعة الحق استغلال الوطن. فما لديهم لم يُقنعهم أو يُشبعهم، وهمهم أنفسهم وتأمينها. لا يُراعون ظروف وطنهم الذي يختنق اقتصادياً، لا يخافون من غضب الشارع القادم لا محالة إن استمر الحال على حاله.
لو يشعر السادة النواب بالهمّ الوطني والشعبي لأدركوا أن لا الوقت ولا الظرف مناسبين لفتح ملف الضمان الآن. فهناك المُهم وما هو أهم لتسليط الأضواء عليه ومناقشته وإيجاد الحلول لمشكلة تعصف بالبلاد والعباد.
وكأن السادة النواب لا يعيشون في هذا الوطن ولا يعرفون ما حجم المشاكل الذي يُعانيها، وكأنهم أيضاً نسوا أنهم منتخبين من شعب اُثقل كاهله ولم يعد يحتمل الضغوط المعيشية! لو أنهم فعلياً يحبون الاردن ويعتبرون أنهم ممثلين للشعب لفكّروا بمستقبله الذي تسوده الضبابية في ظل عهد حكومة لم يُعد يُرتجى منها ما تقدمه لصالح الاردن، لو أن همهم الاردن لإستعملوا أداواتهم الدستورية وضغطوا بكل ما أوّتوا من صلاحيات على الحكومة لإيجاد حلول لتعثر الاقتصاد الوطني بما يسهم في حل مشاكل الناس من فقر وبطالة وخلق فرص حقيقية لإقتصاد مزدهر.. فالوطن على شفا حفرة من الانهيار وأنتم تبحثون عن ضمان مستقبلكم! فمن ذا الذي يضمن مستقبله ومستقبل أبنائه؟
لو كُنت أراهن على وعي القواعد الإنتخابية، لقُلت أن من الحرام أن يبقى يوماً واحداً هذا المجلس، وحلّه بات من ضروريات المرحلة. لكن من الحرام أيضاً أن يُحل بإرادة ملكية، ثم بعد عدة شهور يعود لنا مجلس جديد بذات الشخوص وبإرادة شعبية. لأننا حقيقة كشعب دائماً نُخيب الآمال بإختياراتنا للمجالس البرلمانية ولا نتعلم من أخطائنا المُتحيّزة للقرابة وللعشائرية.
إحنا شُركاء في تدهور حالة وطننا ووضعنا، إحنا من نُصبح عنصريين في يوم الإقتراع. احنا من ننتخب الأقربون حتى وأن كان لا يصلُح لتمثيلنا، إحنا من نصنع أضعف سُلطة تشريعية، ثم نُطالب بأسقاطها عندما لا تكون أهلا ً لمواجهة تغوّل وسطوة السُلطة التنفيذية وغيرها
الاردن هو الأقرب ومصلحته الأولى بالمعروف