تعد مديرية الثقافة العسكرية التابعة للقوات المسلحة الأردنية من أهم المديريات المهتمة بالتعليم ورؤى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ومن خلال زيارتي لتلك المديرية وجدت الاهتمام الكبير والنظام والرقي والتعامل مع الإلتزام الكامل بالمعايير الصحية لمواجهة جائحة كورونا، إذ إلتقيت بمديريها العميد الركن ياسر مبارك المناصير ووجدت فيه كرم الضيافة والترحيب وحسن المعاملة مع جميع المواطنين ولا يفرق بين أحد منهم بل كلهم سواسيه وهذا يدل على أنه الرجل المناسب في المكان المناسب ومن خلال تتبعي لمعاملتي انتقلت إلى الموقع المتتبع لمعاملتي الذي يرأسه العقيد الركن إسامه درادكه ومساعده النقيب محمد بني إرشيد حيث وجدنا حفاوة التنظيم وكرم الضيافة والإبتسامه اللطيفة للكل بعيدا عن التفريق بين مواطن عن آخر وقلما نجد الترتيب والتنظيم وإنجاز والعمل في مؤسسات الدولة ، ووجدت أن من يدخل تلك المؤسسة لن يتغلب ولن يعود إلى بيته إلا بعد إتمام عمله ويعود ذلك إلى الإدارة الناجحة التي لا تفرق الجندي كل حسب رتبته وإنما كل من خدم في الجيش وقدم خدمته للوطن يعامل كل بسواسيه، ومما لا شك أن الثقافة العسكرية تشكل واحدة من كبريات مؤسسات الوطن الفاعلة وإحدى ركائز الانضباط والعطاء التي تميز بها الأردن عن باقي الدول ، إذ لها حضورها المتميز والرياديه والاستراتيجية المتميزة ، ودورها الفاعل في رسم الصورة المتألقة والأبهى للشخصية الوطنية الأردنية. ويعتبر التعليم من الأولويات الأولى لدى قائد البلاد ،لأن الدولة تدخل في مجال المنافسة من خلال التعليم والثورة العلمية التي تسعى كل دولة أن تحتل مكانة خاصة بين الدول ، ويحظى التعليم والثقافة العسكرية بالدعم الموصول والمباشر من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني، وترتكز فلسفة التعليم على ثوابت أهمها انتماء الأردن إلى أمته العربية والإسلامية . ومما لا شك فيه أن مديرية الثقافة العسكرية ممثلة بمديرها محورها الرئيسي الطالب إذ يسعى إلى تقديم الخدمة التعليمية من خلال العديد من المدارس على مستوى المملكة والعديد من البرامج التحفيزية والمكارم الملكية الداعمة في الجامعات الرسمية الأردنية. وقد لمسنا تواصل مدير الثقافة العسكرية مع المجتمع المحلي ومساهمته بشكل فاعل وبناء ودعمه الواضح لطلبة العلم من أجل تحقيق أهدافها منها التنمية الوطنية الشاملة . وكذلك حفاظه على استراتيجية المديرية القائمة بالتركيز على طرفي المعادلة الرئيسين وهما الطالب الذي يمثل المخرج الأهم والهدف الأسمى للعملية التعليمية والمعلم الذي يمثل الطرف المهم في المعادلة من خلال توفير البنية التحتية والتعليمية وتوفر الراحة والطمأنينية والاستقرار النفسي لطرفي المعادلة. وأن هذه الاستراتيجيات قد تبنتها المديرية ممثلة بمديرها من توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني ورؤاه الشامله للعملية التعليمية، والقيادة الشاملة والعامة التي يحظى بها مديرها، من خلال التخطيط الفاعل والتأهيل وتعزيز التوجيه الوطني ،من ندوات ومؤتمرات تعزز العملية التعليمية وتسعى من خلال إلى زيادة التفاعل مع المجتمع المحلي من خلال تخريجها عددا كبيرا من أبناء الوطن الذين يتبوؤن مناصب قيادية مختلفة من كبار القادة في الجيش العربي الأردني ووزراء ونواب وأساتذة الجامعات ومدراء دوائر وأطباء ومهندسون، وقد كان لمديرية الثقافة العسكرية الفضل الكبير في إعدادهم وتدريبهم ليكونوا بعد ذلك قادة أكفاء متميزين في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي وجيل منتم لهذا الوطن والقيادة الهاشمية . حفظ الله الجيش العربي وحمى الله الأردن وأدامه واحة أمن وأمان وملاذا لكل ملهوف. حفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين. والله من وراء القصد بقلم : حاتم القرعان